فلسطين كلها تنتفض .. ملاحظات أولية

فلسطين كلها تنتفض .. ملاحظات أولية

14 مايو 2021

(إسماعيل شموط)

+ الخط -

في أقل من شهر، وضعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حواجز حديدية لمنع الفلسطينيين من الوجود في ساحة باب العامود؛ وهي الحيز العام الذي يقع في قلب مدينة القدس، ويوجد فيه الفلسطينيون بشكل دائم لممارسة أنشطتهم وفعالياتهم، ولا سيما في شهر رمضان. كما نفذت حملة اعتقالات واسعة لشبان وأطفال فلسطينيين في أغلب مدن فلسطين المحتلة وقراها، واقتحمت المسجد الأقصى وأخرجت المصلّين منه، واعتدت على الفلسطينيين الذين حاولوا الوصول إلى كنيسة القيامة للاحتفال بسبت النور، ومنعتهم من أداء شعائرهم الدينية، وحمت مستوطنين متطرّفين دعوا إلى "حرق العرب" والاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم، وصعّدت في حي الشيخ جراح، الذي يشهد عملية ممنهجة لطرد (وتهجير) عائلات فلسطينية تقيم في الحي منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي، وأعلنت عن إطلاق عملية باسم "حارس الأسوار" لقصف قطاع غزة، أدت إلى سقوط شهداء عديدين، بينهم أطفال ونساء.

في الوقت نفسه، قدّم الفلسطينييون نموذجهم النضالي الشعبي الشامل داخل فلسطين وخارجها ضد ممارسات الاستعمار الإسرائيلي، ونظام الأبارتهايد. في ضوء ذلك، تفيد ملاحظات أولية بأننا أمام لحظة فلسطينية مهمة في النضال ضد الاستعمار الإسرائيلي ونظام الأبارتهايد، ويبدو أن استمرار هذا الفعل النضالي وتطوره أمران ممكنان، إذا توفرت له الظروف الملائمة على الصعيد الشعبي، وإذا تمكّنت النخب السياسية الفلسطينية من التعاطي بمسؤولية وطنية مع هذا الفعل النضالي، وإذا وفرت الدعم السياسي للشبان المنتفضين، وإذا شكّلت قيادة وطنية سياسية موحدة تضم جميع القوى والفصائل الفلسطينية، تستند في سلوكها إلى نضال المنتفضين.

أولًا، قاوم الفلسطينيون المنتفضون سياسة تجزئة الشعب الفلسطيني وتقسيمه التي بدأت منذ عام 1948. فعلى أثر الطرد والتهجير القسري الذي مارسته العصابات الصهيونية عام 1948، وجد الفلسطينيون أنفسهم يقيمون في ثلاثة معازل منفصلة بعضها عن بعض، في الأرض المحتلة عام 1948، وفي الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي دول الشتات. واستمر هذا الوضع وتطور مع توقيع منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية "اتفاق أوسلو" عام 1993، وتعريفهم الفلسطيني بأنه المقيم في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتكرّس هذا الوضع وتطور مع الانقسام الفلسطيني عام 2006، وحصار إسرائيل قطاع غزة وعزل سكانه عن باقي فلسطين والعالم. تستند إسرائيل إلى التجزئة، بوصفها السياسة الأبرز لعزل الفلسطينيين بعضهم عن بعض، وتفتيتهم وشرذمتهم سياسيًا وجغرافيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، بغرض تحقيق مشروعها الاستعماري العنصري القائم على الطرد والتهجير والتهويد والاستغلال. ورفضًا لذلك كله، رأينا كيف تدحرجت مقاومة المقدسيين ضد الممارسات الاستعمارية من القدس، لتصل إلى مدنٍ عديدة داخل فلسطين وخارجها، فقد سمع أهل القدس صدى مقاومتهم في طبريا ويافا وحيفا والناصرة واللد والرملة ورام الله والبيرة وجنين وطولكرم والخليل وقلقيلية وغزة وبيروت وعمّان ولندن وواشنطن ونيويورك، وغيرها.

أظهرت مقاومة الفلسطينيين الفرق بين من يستعمل القدس ذريعة لتأجيل الانتخابات الفلسطينية ومن ينتفض دفاعًا عنها

ثانيًا، قاوم الفلسطينيون المنتفضون أسطورة أنهم "جيل ما بعد أوسلو"، وهو الجيل الذي ولد بعد تسوية منظمة التحرير قضيتهم مع إسرائيل. منذ توقيع "اتفاقية أوسلو"، نشأ جيل فلسطيني غير مقيد بالانتماءات الحزبية والفصائلية، ولم يشارك في الثورة الفلسطينية المعاصرة، ولا في الانتفاضتين الأولى والثانية. ينمو ويكبر في ظل تنامي البناء الاستيطاني وسياسات التهويد والأسرلة والتطهير العرقي والتهجير القسري والتمييز والفصل العنصري، وفي ظل تغييب النخب السياسية الفلسطينية له في الضفة الغربية وقطاع غزة والأرض المحتلة عام 1948، جيل يؤكد أن ذلك كله لا يُلغي حقه في النضال ضد إسرائيل وسياساتها، ولا في ابتكار أنماط مبدعة وجديدة من المقاومة. على سبيل الذكر، اعتمد هذا الجيل على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا سيما تطبيقات "تيك توك" "وإنستغرام" و"توتير"، لنقل تسجيلات مصوّرة تعبر عن فجاجة جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين، فقد حوّلت هذه المنصات الفلسطينيين جميعهم إلى مراسلين ميدانيين يغطون الأحداث بكثافة، ما منحهم فرصةً مهمة ليصبحوا مصدرًا للخبر، بالتعاون مع مؤثرين فلسطينيين من خارج فلسطين. وقد أثر ذلك بشكل لا لبس فيه على تغطية وسائل إعلام عالمية، ولا سيما الأميركية منها، التي بدأت تستضيف هؤلاء الشبان، وتمنحهم فرصة لنقل وجهة النظر الفلسطينية على منصّاتها على غير العادة. فضلًا عن ذلك، خاطب هذا الجيل مؤثّرين عديدين على وسائل التواصل الاجتماعي، عربًا وأجانب، للكتابة، ونشر تغريدات عن جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين. هذا الجيل الذي أكد فلسطينية كل مدن فلسطين الانتدابية، برفعه علم فلسطين وخروجه في مظاهرات ضد سلطات الاحتلال، وترديده شعارات تدعو إلى حرية فلسطين، وهذا الجيل الذي يبتسم عند قيام سلطات الاحتلال باعتقاله وتكبيل يديه، ليُطمئننا بأن الاعتقال لن يؤثر عليه، يقول لنا إن نضاله شامل ومستمر، وإن له تكتيكاتٍ خاصة في مقاومة الاستعمار الإسرائيلي ونظام الأبارتهايد.

ثالثًا، قاوم الفلسطينيون المنتفضون، في القدس تحديدًا، سياسة "الأسرلة" الاستعمارية. تشهد القدس، منذ عقود طويلة، مخططات أسرلة لتغيير وعي الفلسطينيين وسلوكهم بما يتماشى مع مشروع تهويد القدس وعزلها عن هويتهم الوطنية الفلسطينية والعربية. منذ احتلالها القدس عام 1967، استعانت إسرائيل بوسائل عدة لتحقيق ذلك، ليس آخرها "أسرلة المناهج التعليمية" في المدارس في مقابل تقديم ميزانياتٍ لها، ومحاولة تجنيد المقدسيين بما تسمى "الخدمة المدنية"، مستغلة أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية. في الأحداث الراهنة، رأينا سقوط أسطورة "الأسرلة" أمام مقاومة المقدسيين بعفوية للدفاع عن المسجد الأقصى والشيخ جرّاح لمجرّد وضع إسرائيل حواجز حديدية في ساحة "باب العمود"، ورأينا مقاومتهم سلطات الاحتلال بأساليب فاعلة ومبتكرة، ورأينا تحول الشبان المقدسيين إلى مراسلين وسفراء يشاركون في نقل أحداث القدس إلى العالم، ولا سيما أحداث حي الشيخ جرّاح، وباللغتين العربية والإنكليزية، مؤكّدين أن ما تتعرّض له القدس مخطط ممنهج لتهويدها وتهجير سكانها، وأن حمايتهم حي الشيخ جرّاح لا يعني حماية الحي فحسب، بل حماية للقدس أيضًا. وكأن هذا الجيل يؤكد على أبجديات المشروع الصهيوني، بأن إسرائيل مشروع استعمار استيطاني، وأن سياساتها ممنهجة تهدف إلى طرد الفلسطينيين من أرضهم وإحلال مستوطنين يهود بدلًا عنهم.

منذ توقيع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، وقبلها مصر والأردن، اتفاقات للسلام مع إسرائيل، عملت الأخيرة بشراسة لتغيير وتشويه وعي الشعوب العربية تجاه القضية الفلسطينية

رابعًا، أظهرت مقاومة الفلسطينيين الفرق بين من يستعمل القدس ذريعة لتأجيل الانتخابات الفلسطينية ومن ينتفض دفاعًا عنها. في الشهر الأخير، وفي ذروة أحداث القدس التي بدأت في منتصف الشهر الماضي (إبريل/ نيسان)، أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عن تأجيل الانتخابات الفلسطينية إلى حين ضمان مشاركة الفلسطينيين في القدس المحتلة. وبدا واضحًا أن قرار التأجيل يقف وراءه سعي الرئيس وحاشيته للمحافظة على الوضع الراهن كما هو. وقد عزّزت مقاومة الفلسطينيين أخيرا بشكل واضح عدم حاجة الفلسطينيين "القيادة السياسية" الحالية الموجودة في الضفة الغربية، والتي فشلت في التفاعل مع مقاومة الفلسطينيين، وفي توفير الدعم السياسي الدولي للمنتفضين، بينما اكتفت بإصدار بيانات تنديد واستنكار، وإجراء اتصالات إقليمية ودولية، وإلغاء الاحتفالات بمناسبة عيد الفطر، وتنكيس الأعلام حدادًا على أرواح الشهداء. بل وأظهرت تسجيلاتٌ مصوّرة منع قوات الأمن الفلسطيني فلسطينيين من المشاركة في تظاهراتٍ خرجت في جنين ورام الله. وعلى المنوال نفسه، أظهرت مقاومة الفلسطينيين ضعف بقية القوى والفصائل الفلسطينية، باستثناء حركتي حماس والجهاد الإسلامي، في التجاوب مع المنتفضين. فعلاوة على حضورها المتأخر، وبياناتها التي لم تلقَ اهتمامًا من المنتفضين الذين أكّدوا على أن تحركهم هو ثمرة مبادرة عفوية، فشلت هذه القوى والفصائل في استخدام الحدث مدخلًا للضغط على السلطة الفلسطينية، لتشكيل قيادة وطنية سياسية موحدة، تضم جميع القوى والفصائل الفلسطينية. لم يكن هذا الفشل الجماعي بسبب ضعف شرعية السلطة والقوى والفصائل فحسب، بل بسبب ارتهان إرادة هذه القوى للاتفاقيات والمواثيق الموقعة مع إسرائيل التي تعطّل إمكانية بناء إرادة سياسية فلسطينية مستقلة.

خامسًا، أظهرت الأحداث أخيرا أن المقاومة، بجميع أشكالها، هي سلاح الفلسطينيين في مقاومتهم الشاملة ضد المستعمِر الإسرائيلي. فعلاوة على الأشكال النضالية البطولية التي قدّمها المنتفضون في مدن فلسطين الانتدابية، أظهرت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة دورًا فاعلًا في التجاوب مع مقاومة الشبان الفلسطينيين، وهي التي ضربت عدة مدن فلسطينية محتلة عام 1948 بصواريخ متطورة، وبيّنت ضعف منظومة القبّة الحديدية التي تباهي بها إسرائيل أمام العالم. وقد أكد مشهد هذه الصواريخ أن سماء فلسطين تذوقت، ولو مؤقتًا، طعم الحرية، وأن الفلسطينيين بمقاومتهم يتحكّمون بها ويزينونها بصواريخهم.

قدّم الفلسطينييون نموذجهم النضالي الشعبي الشامل داخل فلسطين وخارجها ضد ممارسات الاستعمار الإسرائيلي، ونظام الأبارتهايد

سادسًا، أكّد الرأي العام العربي سقوط أسطورة ما ظهر في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض محطات التلفزة العربية في السنوات الأخيرة، نجاح إسرائيل في تزييف وعي الشعوب العربية تجاه القضية الفلسطينية، فمنذ توقيع بلدان الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، وقبلها مصر والأردن، اتفاقات للسلام مع إسرائيل، عملت الأخيرة بشراسة لتغيير وتشويه وعي الشعوب العربية تجاه القضية الفلسطينية. وقد زادت حدّة هذه الشراسة باعتماد إسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل مخاطبة الشعوب العربية بشكل مباشر، وذلك لتشويه الفلسطينيين وقضيتهم، وبث الفتنة بينهم وبين الشعوب العربية. وكان منتظرًا انهيار كل التزييف الذي نُشر ولا يزال ينشر عن الحاجة الاسراتيجية للدول العربية للتطبيع والتحالف مع إسرائيل. وقد رأينا وقفات احتجاجية في بلدان عربية عديدة، من بينها الأردن ولبنان والسودان وتونس والكويت وقطر، وغيرها. كما شهدنا تصدّر وسوم دعم مقاومة الفلسطينيين في جميع البلدان العربية. فعلى سبيل المثال، برز وسم #أنا_عقبة على أغلب منصّات التواصل الاجتماعي في بلدان عربية عديدة، بعد إعادة نشر تغريدة قديمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، عدّ فيها الرأي العام العربي العقبة الحقيقية أمام توسيع دائرة السلام. وتأتي مقاومة الفلسطينيين لتؤكد أن القضية الفلسطينية قضية كل العرب، وأن الرأي العام العربي لا يدعم تطبيع الأنظمة العربية وتحالفها مع إسرائيل، وأن مقاطعة إسرائيل هي مساره في النضال لأجل تحرير فلسطين، وتحرير بلدانها من قبضة أنظمة الاستبداد. فعلاوة على تعرية أسطورة أن التطبيع والتحالف العربي مع إسرائيل جاء ليوقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، فإن مقاومة الفلسطينيين ستشكّل ضغطًا على علاقات إسرائيل بشركائها الجدد، كما من المتوقع أن تؤثر على مساعي دول عربية تنوي التطبيع والتحالف مع إسرائيل مستقبلًا.

قاوم الفلسطينيون المنتفضون أسطورة أنهم "جيل ما بعد أوسلو"، وهو الجيل الذي ولد بعد تسوية منظمة التحرير قضيتهم مع إسرائيل

سابعًا، في الوقت الذي فقد فيه الشعب الفلسطيني الثقة بالمواقف الدولية (دول ومنظمات)، وهي التي لطالما دانت واستنكرت وقلقت من العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. وبدا هذا واضحًا في مقابلات أجرتها وسائل الإعلام العربية والدولية مع الفلسطينيين. وثمة ملاحظتان هامتان يمكن البناء عليهما بشأن المواقف الدولية تجاه المقاومة التي أبداها الفلسطينيون أخيرا. أولًا، وصفت بيانات دولية عديدة السياسات الإسرائيلية بوضوح، وبمفاهيم جلّها غير معهود، مثل: التهجير القسري، والتطهير العرقي، والفصل العنصري، والإخلاء والطرد والقتل، وغير ذلك. وعلى سبيل الذكر، ورد ذلك في بيانات الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ومنظمات تابعة للأمم المتحدة. وثانيًا، برزت العديد من بيانات الاستنكار من أعضاء في الكونغرس الأميركي بكثافة غير معهودة، ولا سيما من مري نيومان، وإليزابيث وارين، وألكساندريا أوكاسيو كورتيز، وبيرني ساندرز، وكريس فان هولين، وإلهان عمر، وهم الذين وصفوا سياسة إسرائيل في فلسطين بأنها تهجيرٌ وتطهيرٌ وفصلٌ عنصري وطردٌ، وغير ذلك. فضلًا عن انتقاد بعضهم الرئيس الأميركي جو بايدن، لوقوفه إلى جانب سلطات الاحتلال. وهنا يبدو أن تأثير وجود أعضاء في الكونغرس الأميركي من أصول فلسطينية، مثل إيمان جودة وأثينا سلمان ورشيدة طليب وفادي قدورة، ساهم في تعرية إسرائيل وسياساتها أمام العالم. هذه المواقف الدولية تعبر عن تغييرات مهمة، ولا سيما في الولايات المتحدة.

أخيرًا، تذهب كل الدلائل إلى أن الفلسطينيين يقدّمون اليوم نموذجًا مهمًا في تغيير الأمر الواقع الاستعماري، وذلك بدلًا من حالة السكون الفلسطيني المتواترة التي تتحمّل مسؤوليتها القوى والفصائل الفلسطينية، والتي تستغلها إسرائيل لاستكمال مشروعها بتهويد الأرض وسرقتها وطرد الفلسطينيين منها بشكل صامت وبطيء. هذا النموذج النضالي الفلسطيني الشامل داخل فلسطين وخارجها، والمدعوم من جميع الشعوب المؤمنة بعدالة القضية الفلسطينية وحق شعبها بالتحرّر من الاستعمار، يضع الفلسطينيين وقضيتهم على خريطة العالم، ويمنحهم فرصة للتقدّم بنضالهم الشامل خطوة إلى الأمام. ومع أن مبادرات إقليمية ودولية بدأت تظهر لتهدئة التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، ومع توقع نجاحها على الرغم من الصعوبات التي تتعرّض لها بسبب التعنت الإسرائيلي، إلا أنه يمكن القول إن النموذج النضالي الذي قدّمه الفلسطينيون في هذه الجولة لا يمكن الرجوع عنه، وهو الذي منحهم أملًا وأفقًا، ولو مؤقتًا، بمقاومة شاملة وموحدة يومًا ما من أجل إنهاء الاستعمار الإسرائيلي ونظام الأبارتهايد.