زوبعة في تعز

زوبعة في تعز

07 يوليو 2019
+ الخط -
عادل اسم علم لمذكر، وهو وصف مشتق من الفعل الثلاثي عدل يعدل عدلا وعدولا. يقال: عَدَلَ عن الطريق، أي حاد ومال عنه، ومن معاني الفعل عدل، انحرف وابتعد وارتدّ وانزجر. وقد تأتي بمعنى أشرك، وذلك كما ورد في بعض المعاجم اللغوية، يقال عَدَلَ الشيءَ بالشيء، أي سوَّاه به، وجعَله مثلَه قائما مقامه، ومثل هذا جاء في خاتمة أول آية من سورة الأنعام، قال سبحانه: (ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ)، أي يشركون. وقد يأتي عدلٌ بمعنى أقسط وأنصف، ومنه المصدر عدالة التي سلّم بها قدماء الفلاسفة كإحدى الفضائل الأربع، ومنه اشتق اسم الفاعل عادل، ويعني مقسط أو منصف، يقال إمام عادل، ويراد به صاحب الولاية العظمى، ويلتحق به كل من ولي شيئا من أمور المسلمين، فعدل فيه وأنصف، ولعل أحسن ما فُسّر به الإمام العادل ما قال الحافظ ابن حجر في الفتح "أنه الذي يتبع أمر الله، بوضع كل شيء في موضعه من غير إفراط ولا تفريط، ولذاك قدمه رسول الله في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله لعموم النفع به". 
ولم يظهر لي من قراءتي المستفيضة في دوواين العرب الأوائل في الجاهليّة والإسلام وكتبهم اسم عادل كعلم لمذكر أو مؤنث، والملاحظ أن هذه التسمية ظهرت بظهور أفلام الممثل المصري، عادل إمام.
ويبدو أنّ عادل البرطي المولود في مدينة دمنة خدير الواقعة شرق تعز، سُمي بعادل تيمناً وتبركاً بعادل إمام.
أكثر الناس أخيرا الحديث عن عادل أحمد قائد البرطي، بعد جريمة حرب التحالف العربيّ في قصف وهدم منزل الرجل المدني عبدالقوي الكندي، وإبادة من كان يسكن فيه، وما كان ليتحدث عن البرطي لا من قريب ولا من بعيد، لولا تصدّره للمشهد، وظهوره باكيا مشفقا لحال الكندي وأسرته، والتي صارت أثرا بعد عين، وقد نسب عادل البرطي ذلك الجرم لقيادة محور تعز، والتي بدورها، حسب زعمه، استقت معلوماتها من إصلاح خدير برفع إحداثيات منزل الكندي، وكأن البرطي تخوف أن يتهم بذلك كونه المسؤول الأول عن خدير في اللواء العسكري 35 مدرع، والذي يعمل فيه كقائد، فسبق إلى اتهام غيره لينجو بنفسه.
عمل البرطي في خدير، وما زال يعمل، حسب علمي، سكرتيرا أول للحزب الاشتراكيّ اليمني، قبل كونه قائدا عسكريا، لكن إن زرت يوما صفحته في "فيسبوك"، لن تجد فيها شيئا من مقومات القيادة السياسية أو العسكرية على حدٍ سواء، وألفاظه سوقية بامتياز، ومليئة بالأخطاء الإملائية والأخلاقية، وتنم عن حقدٍ وبغضٍ لا نظير له.
علامات الجرم على وجه البرطي بائنة للعيان، ولا أستبعد أن له ضلعا في جريمة التحالف الآنفة الذكر، ناهيك على أن هناك من يهمز في مدينة الدمنة بخدير؛ من أن الكندي كان يرغب بالاستثمار على مقربة من مصالح عادل وأقاربه في الدمنة، وخوفا من المنافسة، كان ما كان.
وعلى كلٍ، فإن هذه الخلافات والاتهامات التي يتبادلها قادة الشرعية في تعز، علها أن تكشف يوما عن الجاني المتسبب في جريمة الحرب هذه، لكنها لا تعفي دول التحالف من المسؤولية.
F2E81741-44C7-4C09-B092-A9F65F1958CA
F2E81741-44C7-4C09-B092-A9F65F1958CA
موفق السلمي
كاتب وأديب وناشط إعلامي من اليمن (تعز).
موفق السلمي