ليبيا.. انتصار مؤجل

ليبيا.. انتصار مؤجل

25 يوليو 2019
+ الخط -
الكل تآمر على ليبيا، والكل حقد على ليبيا، والكل حسد ليبيا. نحن أمام موقع جغرافي مميز، موقع جيوسياسي يجلب لها الأطماع من كل صوب وحدب. فليبيا تمتلك ثروات باطنية لا تعد ولا تحصى، وتملك الكفاءات لإدارتها وتطويرها والنهوض بها، وذلك بدأ بعد قيام ثورة فبراير وإسقاط الطاغية معمر القذافي، حيث سعى الليبيون إلى بناء دولة مدنية تحفظ كرامة الإنسان والمواطن الليبي ومنفتحة على محيطها العربي والإفريقي والدولي. لكن هناك من لم يرُق له الأمر، بل انزعج، خاصة مع الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، ووضع لبنة الانتقال الديمقراطي، ألا وهو اتفاق الصخيرات الذي وُقّع في المغرب برعاية عربية وأممية.
ونظراً للثقل الاقتصادي والسياسي لليبيا، أزعج الأمر دولا عديدة، خصوصا وهي تستعد للاستقلال بقرارها السياسي والاقتصادي، ولتحقيق انتقال واستحقاق ديمقراطي يجعلها تنافس هذه الدول. ومعروفة ومعلومة للمواطن البسيط من هي هذه الدول، هم رباعي الشرّ، ومن ورائهم فرنسا وأميركا وغيرها من الغرب المنافق والمتاجر بحقوق الإنسان، إذ لم يكفهم سفك الدماء في اليمن وسورية ومصر، وها هو الدور على ليبيا بذراعها خليفة حفتر، الذي لا يملك قرار وقف أو مواصلة الحرب، باعتباره دمية في نهاية المطاف، فالقرار بيد الإمارات والسعودية، حيث إن مهمة رباعي الشرّ تقويض كل ديمقراطية ناشئة وقيادة الثورات المضادة.
وفي ليبيا، تبدو الثورة المضادة ظاهرة للعيان، حسب التقارير الدولية والتسريبات والدعم المادي والعسكري، وحتى المرتزقة في عدوانها على طرابلس. يخشى هذا الرباعي من بناء الدولة المدنية وتحقيق أهداف ثورة فبراير، لأنها تهدد اقتصادياتها واستثماراتها في المنطقة. لكن فشل خليفة حفتر رجل الإمارات، المتكرر، وبالتالي فشل رباعي الشرّ في ليبيا، يؤكد أن النصر آت، وستندحر هذه الدول خاسرة منكسرة، وستعود أدراجها تجرّ أذيال الخيبة إلى بلدانها، وحينها سيعلمون أي منقلب ينقلبون.
أما الأمم المتحدة فهي شريك في هذه الحرب، عبر مفوّضها غسان سلامة، الذي أكد، بتقاعسه، إلى جانب صمت الأمم المتحدة جراء جرائم حفتر ومن يدعمه ومليشياته في كامل التراب الليبي، مستهدفا كل من يخالفه أو يعارضه أو ينتقده، وهذا يؤكد أن انتصار ليبيا ما زال مؤجلا.
72C9A82E-E6AE-4A2E-8BAC-B8DD352326AD
72C9A82E-E6AE-4A2E-8BAC-B8DD352326AD
أحلام رحومة (تونس)
أحلام رحومة (تونس)