جريمة قتل مرسي

جريمة قتل مرسي

21 يونيو 2019
+ الخط -
لعمري لقد أشجى إخواننا في مصر، وأدمى قلوبهم، على نكبات الدهر، موت رئيسهم المنتخب الملقى في السجن غشما، وما عزائي بهذا المصاب الجلل إلا لنفسي أولا، ولإخواني المصريّين ثانيا، كذلك لن أنسى أن أقدمه لمن كان ديمقراطيا، وإن لم يكن مسلما، في أي بلد كان، ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى.
لم يمت الشهيد، محمد مرسي، طبيعيا كما يروّج، ولم يمت قتلا من دون قصد، فموت مرسي كان جريمة قتل عن طريق التآمر والاشتراك من قبل عتاولة الجريمة الدوليّين، ووسطائهم في السعودية والإمارات.
يَعِدُ أهل القانون كل من يحقق بسلوكه عنصر الجريمة، فاعلا وشريكا أساسيا في الجريمة، لا سيما ذلك المتمالئ الموجود على مسرح الجريمة وقت حدوثها. ووفقا لذلك فالقاتل المباشر، هو النوبة القلبية، إن صح إنها فعلا حضرت مسرح الجريمة المسمّى بهتانا وزورا بـ "محكمة جنايات القاهرة"، والقاضي وأعوانه من العسكر، لا بد أيضا أنهم مشاركون، ويلحق بهم المدعي العام، وكل من حضر وكان مستعدا لتنفيذ قتل الشهيد مرسي في أية لحظة يسمح له بذلك.
أخطأ الشهيد محمد مرسي، رحمه الله، في تعجله بنصرة غزة، وتهديد دولة الصهاينة، من دون أن يتخذ التدابير الاحترازية لحماية شخصه، وأخطأت حركة حماس مرتين، حين احتفلت بوصول مرسي إلى سدة الحكم مرة، ومرة حين أرسلت مبعوثها إليه.
والتخابر مع حركة حماس ليست جريمة بنظر التشريعات العربية كلها أجمع، بل هي قضية الإسلام الأساسية، وحماس في قانون الحرب الدولي مقاومة مشروعة، تعمل لاستعادة واستقلال وطنها المغتصب، ولهذا فالتهمة التي حُوكم بها الشهيد محمد مرسي بحد ذاتها شهادة لدود، تبقى محل فخر لمرسي وآله ومحبيه.
F2E81741-44C7-4C09-B092-A9F65F1958CA
F2E81741-44C7-4C09-B092-A9F65F1958CA
موفق السلمي
كاتب وأديب وناشط إعلامي من اليمن (تعز).
موفق السلمي