هل من مُصفِّد؟

هل سمعتم بما يحدث الآن في العاصمة اليمنية المحتلة صنعاء، في هذا الشهر الفضيل، وقبلها الضالع، وسائر مدن اليمن؟ أرايتم من قُتل في حيّي الرباط والرقاص، ضحى يوم الخميس 16 مايو/ أيار 2019؟ هل قصف المدنيين وموت الأبرياء نوع من تحييد مليشيا الحوثيّ عن تنفيذ أعمال ضد دولة آل سعود؟ أيا تحالف الشر والسفك، أهذه هي العمليات النوعية التي أعلنتم عن استهدافها؟ أهذا هو ردكم القوي يا وزير الدولة الإماراتي (أنور قرقاش) على المليشيا التي قالت إنها ضربت منشأتكم بطائرات مسيّرة؟ أصحيح أن مليشيا الحوثي هي من سيّرت تلك الطائرات؟ ألم تستطيعوا إنهاك المليشيا منذ 26 مارس/ آذار 2015؟ ليس بعيدا أن يكون المجرمون متفقين على استباحة دماء المدنيين العزّل، وإلا فما ذنب تلك المنازل التي قصفتموها؟ ما ذنب ساكنيها؟ إنهم لم يقتربوا من أهدافكم العسكرية، اللاتي سبق أن حذرتم من الاقتراب منها، ألستم أنتم من اقترب منهم، وزهق أرواحهم، وهتك حرمتهم، وهم صائمون؟ هل رأيتم، يا عرب، طفلة صنعاء التي تهدّم منزلها، ورحل عنها أقاربها؟ ألم تنظروا إلى عينيها المحمرّتين؟ ألم تبكِ قلوبكم لذلك الألم الظاهر على وجنتيها؟ إلى أي دار ستأوي تلك الصغيرة؟ من سيحن عليها؟ من سيرعاها؟ بماذا سنجيبها حين تسألنا عن أبيها وأمها؟ أم أنها ما زالت بعد صغيرة، ولا تعرف عن جيران السوء شيئا؟ أين المجتمع الدولي؟ وأين المتغنون باسم الإنسانية؟ أين العدل؟ بل أين محاكمه الكاذبة؟

أيها العالم، لمَ لا تحرك ساكنا؟ أليست هذه الجريمة النكراء جريمة حرب بحق أهل اليمن؟ ثم أين علماء الحرم المكي؟ أين ذوو العمائم المُفتون؟ وأين الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر؟ إليك يا رب نشكو ما حل بنا. إليك، لا سواك، أيها المنتقم العادل، نرفع شكايتنا، هذا ملف صنعاء، وتعز، والضالع، وملف كل قطرة دم سفكوها في بلدتنا.
هل من مصفّد لشياطين التحالف الغاشم، ولو في رمضان، صفدهم يا رب أسوة بإخوتهم شياطين الجن، ولو في رمضان، أليست مليشيا الحوثي، يا فخامة الرئيس عبد ربه هادي، أرحم بنا من نجدة أولئك الحاقدين؟ بل من يصفّدك أنت يا هادي عن الذهاب إلى الملك سلمان؟ هل من مصفّد لمن لا يزال يشرعن ويبارك لتحالف الشر؟ وهل من مُصفّد لإرهاب تعز المدعوم إماراتيا؟
من بدأ بمرحلة جديدة من مراحل الإجرام، وذلك بزرع العبوات الناسفة في مخلفات القمامة؟ وقبل تلك الأسئلة نحن أمام سؤال: هل من مصفّد للسيّد عبد الملك الحوثي؟ ألم يكن من جلب لنا كل هذا الدمار؟