عن أي جامعة عربية تتحدثون؟

عن أي جامعة عربية تتحدثون؟

04 ابريل 2019
+ الخط -
عن ماذا تتحدثون، عن جامعة الدول العربية؟ قيل إنها صرح عربي. صرح تهاوى منذ زمان، ولعلّ أبرزها سقوط بغداد. إنه مجتمع لذر الرماد في العيون. أثبتت التجارب عجز هذه الجامعة وعقمها، بل سقوطها سقوطاً مدوياً. وهذا ما كشفه الربيع العربي، حيث أصبحت عنصر هدم لا بناء، عنصر تفرّق.
عندما تكون القيادات العربية عاجزة عن تحقيق توافق داخل بلدانها، وعن حلّ أزماتها الداخلية في شتى المجالات، وعلى كل المستويات، فكيف لها أن تحقق تعاوناً خارجياً وتوافقاً عربياً؟ وكيف ستحلّ، أو حتى تساهم في حلّ الأزمات العربية التي أصبحت لا تعد ولا تحصى من شرق الأمة إلى مغربها؟
أصبحت جامعة الدول العربية كالسراب الذي يحسبه الظمآن ماء. والمشكل أنها في سقوط مستمر، وأكبر سقطاتها بتعيين وزير الخارجية المصري في نظام المخلوع حسني مبارك، أحمد أبو الغيط، أميناً عاماً لها، بتاريخه الأسود في الخارجية المصرية التي تواطأت في عهده ضدّ غزة، برفقة عمر سليمان، رئيس المخابرات، بل تواطأوا ضد القضية الفلسطينية.
تأتي قمة جديدة في ظل تشرذم عربي كبير، وفرقة خانقة، في ظل ديمقراطية وليدة في تونس يريد وأدها عرب أشقاء (الإمارات والسعودية). وفي ظل انقسام في ليبيا، بسبب دعم الدولتين نفسيهما الجنرال المتقاعد، خليفة حفتر، والوقوف معه ضد الشرعية والحكومة المعترف بها دولياً. إلى جانب ذلك، في ظل انقلاب أعدم مصر، واغتصب بلاداً برمتها، مصر عبد الفتاح السيسي، وجعلها سجناً كبيراً.
وفي ظل ضغوط على الأردن والمغرب، ليرفعا أيديهما عن القدس، وصلت إلى حد تهديد الأمن القومي للبلدين اللذين يفترض أنهما شقيقان باعتبارهما العرّابين لصفقة القرن (السعودية والإمارات). وفي ظل أزمة سورية لم ولن تحلّ ما دام هناك انقسام حولها، وحول شرعية الطاغية بشار الأسد، كما انقسامهم في ليبيا. وفي ظل كارثة يمنية بسبب تحالف أرعن وطامع في خيراته وموانئه، أعاد اليمن إلى المربع الصفر، وغيرها من الدول التي تعاني. ويبقى السؤال المطروح: أي دور للجامعة في هذا كله؟
72C9A82E-E6AE-4A2E-8BAC-B8DD352326AD
72C9A82E-E6AE-4A2E-8BAC-B8DD352326AD
أحلام رحومة (تونس)
أحلام رحومة (تونس)