حفتر وأعداء الثورات العربية

حفتر وأعداء الثورات العربية

20 ابريل 2019
+ الخط -
يتحفنا الجنرال الليبي خليفة حفتر بغباء جديد، بل هو معتاد بسبب حب السلطة، والولع بالكرسيّ المشؤوم الذي أصبح طموح كل عربي ذي عقلية انتهازية ديكتاتورية.
تاريخ هذا الرجل حافل بالخراب والفشل والتآمر والخيانة، والأهم فشله المستمر، ما يجعله محط سخرية ومحط تندر الجميع. هذا الجنرال المارق لا يشهد له التاريخ بأي إنجازات تذكر، والمزعج في الأمر، هذا الدعم المالي المهول وغير المسبوق من رباعي الشرّ (مصر، الإمارات، السعودية، البحرين)، وذلك دعماً للثورات المضادّة، ولأجل وأد كل ربيع عربي يتطلع إلى الحرية والكرامة. لذا لا تغرّنكم التصريحات من هنا وهناك، تلك التصريحات الداعية حفتر إلى وقف عمليته العسكرية، فالجميع متورط ومتواطئ.
يدّعون احترام السيادة الوطنية وإرادة الشعب، وفي الوقت نفسه يفعلون على أرض الواقع عكس ذلك، وبكل وقاحة وصفاقة. إنهم أعداء الثورات والربيع العربي، فهم عرّابو الثورات المضادّة، وعرّابو صفقة القرن، لأن كل التحولات والتحركات مرتبطة لزاماً بالقضية الفلسطينية.
هذا الأسير خليفة حفتر، هو أسير الماضي التعيس المليء بالفشل والخيبات المتكرّرة، وهو يكرر من جديد ومن دون استيعاب أخطاء الماضي، بل يعيد سيناريوهات مليئة بالثغرات والعنجهية المقيتة التي تركض خلف المناصب والكراسيّ، التي يكون ثمنها دماء أبرياء وكرامة وطن وشعوب توّاقة للحرية والتغيير.
مضحك أن نعوّل على المجتمع الدولي والأمم المتحدة لكي توقف عدوان خليفة حفتر على طرابلس، لأنها بكل بساطة شريكة في الجريمة والعدوان، صمتاً أو جهراً. كشفت لنا عملية طرابلس الكثير، وما خفي كان أعظم، فالكل ينهش في لحم ليبيا، والعين على الحراك في الجزائر والأذن تنصت لتونس.
التمعن في الإعلام يجعلنا نقرأ التحليلات بشأن حفتر في مواقع الإعلام الليبي، حيث نجد المصطلحات التالية: حفتر يريد، حفتر يسعى إلى، حفتر يهدف إلى، حفتر يخطط... وعندما نقرأ التحليلات بشأن حفتر في المواقع الغربية، نجدها مجمعة على أن حفتر هو أداة تنفيذ بيد غيره، بل تتحدث عن خطة الأمم المتحدة في ليبيا، وأجندة فرنسا مع حفتر، وضغط إيطاليا على حفتر، وتعاون روسيا مع حفتر، والأجندة السعودية والإماراتية والمصرية وعلاقتها بحفتر... فيما إعلامنا العربي يعيش في واد آخر.
72C9A82E-E6AE-4A2E-8BAC-B8DD352326AD
72C9A82E-E6AE-4A2E-8BAC-B8DD352326AD
أحلام رحومة (تونس)
أحلام رحومة (تونس)