هجرة هادي

هجرة هادي

21 مارس 2019
+ الخط -
في أوائل شهر مارس/ آذار، وقبل أربع سنوات، خرج رئيس اليمن "الشرعي"، عبد ربه منصور هادي، "مهاجراً شرعياً" نحو ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز.
خرج هادي من العاصمة، صنعاء، بأمرٍ ملكي، بعدما لقي من أهلها أنواعاً شتى من العذاب والتضييق، ولم يعرف خبر الهجرة، إلا بعد وصوله إلى مدينة عدن.
مفارقات عجيبة وكثيرة بين هجرة المصطفى الهادي، محمد صلوات الله عليه وسلم، وهجرة الرئيس هادي، فاﻷولى غيّرت مجرى التاريخ، بينما الأخرى لم تغيّر حتى حياة صاحبها؛ فضلاً عن حياة قومه وبلاده اليمن "السعيد".
بعد خروج المصطفى صلى الله عليه وسلم من ديار مكة، اشتاط سادتها غضباً وحسرة، وركضوا نحو الخيول فزعين، فعدوا بهن، حتى كدحت ضبحاً، وأورت قدحاً، وأثاروا النقع بحثاً عن النبي الكريم وصاحبه، وزايدوا في زيادة المكافأة، وجعلوها مغريةً لمن يستطيع العودة بصاحب الهجرة حياً أو ميتاً، وتفرّق الفرسان في شعاب مكة وأوديتها، وتوّسط الجمع سراقة بن مالك فتفرسخت فرسه.
لم يضع سادة صنعاء جوائز مغرية لمن يأتي برأس هادي، حياً أو ميتاً، كما وضع كفار مكة، ولم يحاول أحدهم اللحاق به، كما فعل سراقة مع الفارق الكبير في تقنيات وتكنولوجيا العصرين.
يا سيادة الرئيس، هادي: ألا تعلم أنّ النبي العظيم، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، حين وصوله المدينة لم يذق الراحة، ولم يحكِ تفاصيل قصة الهجرة، رغم مشقة السفر، بل بدأ بقرارات بناء الدولة، وكان ينبغي عليك ذلك، وأن تبقى في مدينة عدن، لا أن تسلمها للإمارات تعبث بها كما تشاء؟ ثم لماذا نحو سلمان، لا غيره، يمّمت شطرك؟ هل من هناك ستبني دولة؟ أم ماذا؟
ولعلك نسيت أننا شعبك وأهلك، وإلا كيف تشرعن لتحالف شرّ، يشن حرباً بلا هوادة علينا، ويعمل على إماتة ما تبقى فينا من رمق؟
ما زالت ضربات التحالف بقيادة الرياض، يوماً بعد آخر، توجعنا، ونحن في صفك نحارب، فإلى متى ستظل تلك المقاتلات تخطئ؟
هادي لا حياة لنا دونك، فعد إلينا كما عاد المصطفى الحبيب إلى ربوع مكة.
F2E81741-44C7-4C09-B092-A9F65F1958CA
F2E81741-44C7-4C09-B092-A9F65F1958CA
موفق السلمي
كاتب وأديب وناشط إعلامي من اليمن (تعز).
موفق السلمي