احذر.. لا تخدم العدو الصهيوني

احذر.. لا تخدم العدو الصهيوني

19 فبراير 2019
+ الخط -
‏لعل الانطباع الأول لدى الإنسان العادي ‏إن الحرب بندقية وساحة معركة وقتال ورصاص في هذا الميدان فقط، لكن الحرب ليست محصورة في ميدان القتال العسكري، بل تتعداه إلى جوانب أخرى، أهمها حرب المعلومات التي تعد جزءاً مهماً في إدارة المعركة.
والمواطن الذي يعطي معلومات عن المقاومة هو جندي في جيش العدو بطريقة غير مباشرة، ودوره ‏السيئ ‏يضر بالجبهة الداخلية للمجتمع، خصوصا أن الاحتلال الصهيوني اهتم اهتماما خاصا أو كبيرا في عملية جمع المعلومات عن مقدّرات المقاومة‏ ‏وطرق والوسائل التي تستخدمها كوادرها. وتشكل هذه المعلومات التي يجمعها الاحتلال كنزا معلوماتيا ‏يستخدمه لبناء خطط ‏تستهدف المقاومة، بالإضافة إلى بنك أهداف جديد للاحتلال، يتم اعتماده، ليكون في داخل دائرة استهداف القوات العسكرية الصهيونية في أي وقت.
ومن هذا الباب، يجب التأكد على ضرورة ترسيخ مفهوم ‏ألا تكون جندياً في جيش العدو من خلال نشر المعلومات التي تمتلكها، المعلومات التي تعدها بسيطة، لكنها قد تكون مدخلاً للاحتلال لاستهداف المقاومة وكوادرها، ‏لأن السيطرة على المعلومات من أهم ركائز الانتصار في حرب المعلومات، ‏فقد وظف الاحتلال الصهيوني وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها جزءا أصيلا، ‏ومصدرا أساسيا لجمع المعلومات في حربه الاستخباراتية التي ‏يشنها على المجتمع الفلسطيني والمقاومة، من خلال عدة صفحات ينشرها الاحتلال في الفضاء الإلكتروني، أبرزها صفحه المنسق الصهيوني، وصفحة الناطق باسم جيش الاحتلال الصهيوني، أفيخاي أدرعي. ‏ولعل من الغريب ‏أن عديدين من أبناء شعبنا الفلسطيني يسجل إعجابه بهذه الصفحة الإلكترونية الموجهة من العدو الصهيوني بشكل غير واعٍ بخطورتها، وخطورة ما تبثه ‏من سموم تستهدف عقولهم وأفكارهم.
ويعتقد بعض من يتابعون هذه الصفحات الاستخباراتية الصهيونية أنهم يواجهون الرواية الصهيونية التي يبثها المنسق الناطق باسم جيش الاحتلال، ‏ولكنهم للأسف يجهلون أن من يدير هذه الصفحات اختصاصيون نفسيون‏ من المخابرات الصهيونية يمتلكون خبرة واسعة في هذا المجال. ‏ولعل من أبرز وظائف هذه الصفحات كسر الحاجز النفسي بين الشباب الفلسطيني وأجهزة الإسقاط الصهيوني، ‏ليكون هؤلاء الشباب في ما بعد هدفا سهلا للإسقاط‏ في وحل العمالة لدي أجهزة المخابرات، فاحذر ولا تكن جندياً تخدم العدو الصهيوني من حيث لا تدري.
وما يقوم به الاحتلال الصهيوني من حرب العمليات النفسية جزء مما يطلق عليها حروب الجيل الرابع، وهي حروب غير تقليدية لا تعتمد على الصراع العسكري فقط، وتهدف إلى تجنب المواجهة العسكرية المباشرة، وصولاً إلى تدمير الدولة، ‏ومن أهم أهداف حروب الجيل الرابع تحقيق الهزيمة المعنوية لمجتمع ‏الدولة المعادية، ‏‏ويستخدم في ذلك العمليات النفسية التي هي أشمل وأوسع من الحرب النفسية ‏في مجال حرب المعلومات. ونجد أن العدو الصهيوني والمتعاونين معه ‏ركزوا على إنشاء كيانات معينة، ومن ثم العمل على تغطية غرض عملها الحقيقي وإعطائها ‏الثقة للجمهور المستهدف، ممن يتعاملون معها. ‏ومن أمثلة ذلك عدد من الصفحات الإخبارية الصفراء، و‏وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر مواقع الإنترنت الموجهة، التي تكون مرجعيتها المخابرات الصهيونية، أو الأجهزة الأمنية المتعاونة معها، ‏وتهدف هذه الصفحات إلى بث الإشاعات.
و‏في المقابل، نجد أن المقاومة الفلسطينية، وعلى الرغم من إمكاناتها المتواضعة، ‏مقارنة بدولة الكيان الصهيوني وحلفائها، ‏أظهرت مرونة عالية في التصدي للخطط الموجهة ضد شعبنا في حرب العمليات النفسية، ‏‏‏باستخدام وسائل ‏مضادة، ‏وتكتيكات ‏متنوعة مختلفة الوسائل والمستويات. وبذلك تكون المقاومة قد نجحت من خلال المقاومة الذكية ‏الواعية أن ‏تواجه ‏حرب المعلومات التي شنها العدو الصهيوني على شعبنا، لتصبح حربا موجهة ضده ‏من خلال عدة وسائل، منها ‏الفيديوهات الموجهة إلى العدو الصهيوني ومجتمعه، ‏‏‏ما‏ شكل ‏انتصارا وهزيمة نفسيه داخل المجتمع الصهيوني،‏ وأثر إيجابيا في ‏صراع‏ العقول الذي ‏‏سجلت به المقاومة انتصاراتٍ عديدة، ولا زالت تسجل. ‏و‏من الأدلة التي ‏تؤكد هذه الانتصارات ما حققه الإعلام العسكري ‏لأجنحة المقاومة، ‏من خلال نشر عمليات المقاومة العسكرية، ونشر ‏منشورات ومعلومات إرشادية ‏شكلت ما يسمى ‏الأمن المضاد، ما ‏‏ساهم في نشر الوعي، ‏وعزّز ‏تماسك الحاضنة الشعبية للمقاومة، وحشد ‏الرأي العام الداعم ‏لقوى المقاومة، ‏وساهم أيضا في إيصال المفاهيم الصحيحة إلى واقع الصراع مع‏ الكيان الصهيوني، ما يدل ‏على نجاح استراتيجية المقاومة في العمليات النفسية الموجهة للعدو الصهيوني، وتحقيقها نجاحات كبيرة ‏تمثلت ‏في اقتناع المجتمع الصهيوني بما يصدر عن المقاومة وتكذيبهم لقيادة جيشهم.
88B8E719-0723-4D79-A724-A85E364EB044
88B8E719-0723-4D79-A724-A85E364EB044
محمد مصطفى شاهين (فلسطين)
محمد مصطفى شاهين (فلسطين)