رداً على "افتراءات ومغالطات" صقر أبو فخر

رداً على "افتراءات ومغالطات" صقر أبو فخر

29 نوفمبر 2019
+ الخط -
أرسلتُ، يوم الثاني من سبتمبر/ أيلول الماضي، رسالة إلكترونية إلى الكاتب صقر أبو فخر، أبلغته فيها صدور كتابي "ستون عاما من الخداع: حركة فتح من مشروع الزعيم إلى مشروع التصفية"، وأن نسخة من الكتاب تنتظره لتسلمها من دار الفاربي في بيروت. وكتبت في رسالتي "إنني أعرف مسبقا أن ما ورد في الكتاب سيثير غيظ وغضب الكثيرين، وفي الوقت نفسه، سيُسعد الكثيرين أيضا، فالكتاب وما ورد فيه يخضع للنقد والأخذ والرد". وقد ردّ علي بعد يومين برسالةٍ قال فيها "مرّ زمان لم نلتقِ. وقد سُعدت برسالتك، وأود أن أهنئك بصدور كتابكم "ستون عاماً من الخداع". أما رأيي في الكتاب فسأرسله إليك، وربما أكتب عنه، حين أقرأه". 
وقرأت في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، مطالعته للكتاب في صحيفة "العربي الجديد" التي أواظب على متابعتها منذ صدورها، لأهمية محتوياتها، وقد هالني ابتعادُه عن الموضوعية في نقده الذي جاء في مقالٍ مطوّل استهدف التشكيك في منهجية الكتاب الذي يمثل رؤيتي لحركة فتح التي عايشتها (كما عايشها هو وغيره)، وتستند إلى الوثائق والتحليل، للإجابة على التساؤلات التي لم تتوقف بشأن الحركة، والمآلات التي انتهت إليها، وضرورة التعريف بما حدث: لماذا ومتى وأين؟
استند صقر أبو فخر في مقالته، بالأساس، إلى فرضيةٍ خاطئةٍ في كل نقده، كما كتب في المقدمة، فأنا لم أدّع أن كتابي دراسة علمية، على الرغم من اعتمادها على مراجع كثيرة، فما تضمّنه الكتاب هو سيرة لرحلة حركة فتح من التأسيس إلى ما آلت إليه راهنا، كتبتها كصحافي متخصص في الشأن الفلسطيني، وكتاباتي طوال حياتي المهنية التي زادت عن أربعين عاما تؤكّد صدقيتي.
إن ما يعتبره بمثابة نقد للكتاب هو نقد غير صحيح، وفيه أخطاء كثيرة، وما بني عليه خطأ، فقد اعتبر نفسه من يملك حق اختيار المراجع للكاتب، بدعوى أن مراجعه أكثر متانةً ومحكّمة، وهو أمر يدفع إلى التساؤل بشأن معاييره لما هو مقبول وغير مقبول في موضوع المراجع. أما السرديات التي ذكرها ليدلل على صدق روايته فسندها ضعيف. وأما افتراء السردية التي وردت في كتابي، ووصفها بأنها غير علمية ولا مقنعة، فهي حكم شخصي غير موضوعي. والباحث العلمي ليس انتقائيا في اختياره الأدلة والمراجع.
كنت أدرك أنني، بكتاب "ستون عاما من الخداع .."، ألقيت حجراً في بركةٍ آسنة وراكدة، الأمر 
الذي سوف يثير بعضهم للتحدث علنا. وعليه، لم أستغرب كل ما حفل به مقال صقر أبو فخر من مغالطات، والتي هيأ لها أرضية الانطلاق بأنه تجنَّب التعرُّض لمضمون الكتاب والهدف منه، باللجوء إلى فرضيةٍ مزعومةٍ بنى عليها كل ما استند إليه في نقده المغرض للكتاب الذي لا يكتم دفاعه المتفاني عن "العرفاتية" الكارثية، وصولا لتبرير نسختها الراهنة التي يمثلها محمود عباس، المتسقة مع الاحتلال الصهيوني.
لقد ختم مقالته بشتم من رحّبوا بالكتاب، وهذه دلالةٌ على خواء مبرّراته، إذ إن الشتيمة لا تصدر إلا من ضعيف الحجة، فمن بين القصص التي يعتقد أنه يملك معلوماتها بما يخالف ما أوردته في كتابي (وهي أحداثٌ جانبية ليست هي جوهر فكرة الكتاب) أنه يتهم حركة فتح - الانتفاضة بقتل المرحوم فهد القواسمي في عمّان، مع أن مسؤولية قتله تقع على تنظيم فتح - المجلس الثوري بقيادة صبري البنا (أبو نضال).
وفي جانب آخر، يستخدم أبو فخر كلام المرحوم إلياس شوفاني، وهو أحد قادة حركة فتح - الانتفاضة بما يروق له ويكذبه حسبما يريد. أما قصة اغتيال مدير مكتب منظمة التحرير السابق في الكويت، علي ناصر ياسين، صيف 1978 (كنت في الكويت آنذاك) فمعروفة لكل تيارات "فتح" في الكويت. وإذا كان لا يعرفها فهي مشكلته، وتشير إلى أنه غير مطلع بالقدر الذي يوحي به. من قتل علي ياسين شخصٌ معروف للمرحوم تماما ومن وسطه، كما تشير ظروف الاغتيال، وليس من وسط "أبو نضال".
وفي محاولته التشكيك فيما ورد في كتابي، يعمد إلى القول إن ما ذكرتُه يفتقر إلى المصادر فيما هو من يمتلك المصادر، فهو يتساءل عن مصدر المذكّرة التي كتبها عادل عبد الكريم (أحد مؤسسي حركة فتح) إلى صديقه الباحث أحمد السعدي، ورسالة توفيق شديد (من أوائل مؤسسي "فتح") إلى عادل عبد الكريم، وأنا على أستعدادٍ لأن أمدّه بهذه المذكرة التي أملكها والتي ربما تكون قد نشرت حديثا في كتابٍ أعدّه عبد الله حمودة، يتضمن الوثائق التي خطّها عادل عبد الكريم ييده.
وقد عمد صقر أبو فخر إلى اتهامي بالسطو على ما كتبه آخرون بدون ذكرهم مرجعا، مثل قصة الفلسطيني مؤسس بنك إنترا في بيروت، يوسف بيدس، وانهيار البنك، الأمر الذي دفع مؤلف الكتاب الذي استندتُ إليه، كمال ديب، إلى تكذيبه بنشر تدوينةٍ على صفحته على "فيسبوك" يؤكد أنني ذكرتُه بشكل واضح مصدرا في صفحة 30 من كتابي، مقدّما اعتذاره لي. ومثل هذه الأعمال تقع ضمن أسلوب الردح الذي أتمنّى على أبو فخر التخلّي عنه، فهو لا يليق بكاتبٍ يهمّه نيل احترام الناس.
وقد تمادى في معرض التشكيك ببعض ما جاء في الكتاب، بالتحدّث كما يروقه وذكر أرقام صفحات في الكتاب (لا علاقة لها بما يدّعي) لإقناع القارئ الذي لم يطلع بعد على الكتاب أن ما يقوله هو الصواب، حتى أنه شكّك في صحة ما رواه وزير البلاط الأردني الأسبق، عدنان أبو عودة، الذي بذل الصديق معين الطاهر جهدا كبيرا في إعداد يومياته التي صدرت عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
لقد تجاهل صقر أبو فخر عمدا أن الكتاب هو رؤيتي لحركة فتح ومآلاتها، وليست رؤيته هو، 
حتى أستخدم ما يقترحه من مراجع، كتبها أصحابها لصالح "فتح"، يجاملون فيها ياسر عرفات ومحمود عباس، وبعضُهم موظفون في سلطة الحكم الذاتي (مثل يحيى يخلف وأحمد عبد الرحمن وحكم بلعاوي ومروان كنفاني). ومع ذلك، استخدمتُ عشرات المراجع، وهي موثقة في الكتاب، ولم يكن أيٌّ منها مدفوع الثمن لكتابتها.
ما أستند إليه من عتابٍ اعتبره نقدا يشير إلى مدى الاستخفاف بجهد الكاتب. إذ إن بعض ما استندتُ إليه في الكتاب هو لقاءات وحوارات مباشرة مع قياديين في حركة فتح وغيرهم من المطلعين والمتابعين (وهي شهاداتٌ مسجّلةٌ وبعضُها منشور)، إلى جانب تجربتي الشخصية التي عايشت فيها "فتح" صعودا وهبوطا ومشاركتي في مؤتمراتها، ومعرفتي بعديدين من قيادات الحركة، منهم من استشهد ومنهم على قيد الحياة، وأعرف كثيرا من أسرارها، حيث إن البحث العلمي يقرّ اللقاءات المباشرة وهو ما فعلته. لقد سعى أبو فخر إلى دحض روايتي أمام روايته بادعاء معرفته وامتلاكه وحده المعلومات التي يعتقد بصحتها حول "فتح"، وهنا مكمن الخطأ، لأنه ببساطة يحرم علي ما يحلله لنفسه. أما وصفه الصحافيين الذين فرحوا بالكتاب بالعجول الضاحكة فهي إساءة لا يجوز أن تصدر عنه، ويبدو أنه مصرّ على احتكار الحقيقة وحق التحليل والتقييم لقضايا عامة. استخدام الشتيمة من شيم الضعفاء وسلوك ليس مهنيا أو علميا.
قد لا يعجب بعضهم في حركة فتح، أو من هم على هامشها، ما يتضمّنه الكتاب (قاربت طبعته الأولى على النفاد بعد نحو ثلاثة أشهر على صدوره)، لأنه يتناول حقائق ومعلوماتٍ لا يستطيع أحد أن ينكرها، إلى حد أن الصديق منير شفيق، وهو أحد الكوادر القيادية (السابقة) في حركة فتح نشر مقالين عن الكتاب في صحيفة الأخبار اللبنانية، لم يتناول فيهما مضمون الكتاب، وتناول فقط عنوانه. ربما استهجن شفيق أن يكون (وهو  أحد الذين ناضلوا داخل حركة فتح نحو خمسين عاما) ضحية خداع قيادةٍ أخفت عن الجميع هدفها وخطتها السياسية منذ البداية، وهي أنها تستهدف فقط إقامة دولةٍ في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد دعا شفيق الناس إلى قراءة الكتاب، مشيدا بالجهد الذي بذل فيه، أما أبو فخر فتعمد تجنب تناول مضمون الكتاب، وسعى إلى البحث عن نواقص يخالها موجودة. وأجهد نفسه وقرّاء مقالته في تفاصيل، غايتها التمويه على التهرّب من مناقشة مضمون الكتاب. وتخلّى أيضا عن الرصانة بتوظيف الشتيمة لمن كان لهم رأي مخالفٌ في الكتاب. وهذا يشير إلى أنه كتب مقالته تحت تأثير عصبوية وانتماء سابق يعيش على تبرير ما يفعله "الأًبوات". وبدا وكأنه يبعث رسائل لمن يهمه الأمر بسعيه، بكل ما أوتي من معرفة أرشيفية، إلى إثبات أن نسب ياسر عرفات يعود كما ذكر إلى عام 1610، على الرغم من أنني لم أشكك إطلاقاً في نسب ياسر عرفات بوصفه من عائلة القدوة، ولا يعنيني نسبه لأمه، فالولد ينسب لأبيه، ويحمل لقب عائلته. وهو في ذلك لا يختلف عن دفاع هذا وذاك عن مكتسباتهم وعطايا رمزهم ... أما ماذا حل بالشعب الفلسطيني الذي أخذه عرفات ورهطه من كارثةٍ إلى أخرى، فيجدون له الأعذار والمبرّرات.
لقد كشف صقر أبو فخر في دفاعه عن سلطة الحكم الذاتي المحدود، وتبريره اتفاقيات أوسلو، 
الموقع الذي يتخندق فيه. ولذا لم يتناول فكرة الكتاب إن إقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة كان هو الهدف الحقيقي لحركة فتح وقيادة ياسر عرفات منذ تأسيسها، وانتهت الحركة وقيادتها إلى القبول بحكم ذاتي محدود، يحول مقاتلي "فتح" إلى حرّاس لأمن المستعمرات الصهيونية في الضفة الغربية المحتلة، وأمن المستعمرة الكبرى المسمّاة "إسرائيل". ويبرّر هذه النهاية بذريعة موازين القوى والظروف الإقليمية والدولية، وهذا عذرٌ واه، أستغرب أن يكون مقتنعا بوجاهته.
وحديث أبو فخر عن استقطاب قيادة "فتح" كوادر يسارية فلسطينية وعربية هو لإثبات أن عرفات لم يكن يمينيا وذاكرا بعض فذلكات عرفات في هذا الشأن، ولكن الحقيقة أن قيادة "فتح" اليمينية كانت في حاجة إلى مثقفين في صفوف الحركة، لأن لديها نقصا في هذا المجال، وكانت في حاجة إلى كوادر مسيسة ومثقفة يساريا، قادرة على التحدّث مع الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية وأحزاب اليسار في العالم.
ولفت انتباهي في تناوله موضوع "فتح – الانتفاضة" حجم الحقد الذي يكنّه لها، والذي يُخرجه عن أي موضوعيةٍ تشدق بها في مقالته. كان هدف "فتح – الانتفاضة" تصحيح مسار ثورة، وضمت كوادر قيادية مشهودا لها بالكفاءة والنظافة، والالتزام بالكفاح المسلح ومبدأ تحرير فلسطين. هناك إشارة في كتابي إلى أنها حملت تناقضات حركة فتح نفسها، وأن المشروع كان أكبر منهم، إلى جانب الظروف التي أحاطت بها، وهو أمرٌ تعمّد صقر أبو فخر تجاهله، كما تعمد نسب مصطلح النهايات الشجاعة للانتفاضة لي، على الرغم من أنني ذكرت أن صاحبه هو الكاتب جهاد الرنتيسي.
ولم يكل عن إسباغ صفات الثورية والنزاهة والوطنية والعفّة على قيادة حركة فتح، ويبدو أنه، على الأقل، لم يقرأ ما ذكرته رنا قباني (مطلقة المرحوم محمود درويش) في مذكّراتها التي نشرتها في صحيفة القدس العربي، حيث كتبت في حلقة يوم 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2014:
"بالرغم من وجود ليلى وفاطمة البرناوي، وحفنة من النساء من أمثالهما، كانت الثورة الفلسطينية ذكورية حتى العظم، وأفرادها من الرجال يعاملون النساء وكأنهن دمىً أو ربّات منازل فقط. وكان التحرّش الجنسي موجودا في صفوفها، فما من اسم أصبح قائدا ذا "طنة ورنة" إلا وحاول مغازلتي بشكل صادم عند خروج محمود من الغرفة لمدة دقائق قليلة. فلم أعد أحب الجلوس مع أصدقائه الذين يأتون إلى دارنا كل ليلة دون زوجاتهم، يشربون ويدخنون، وأصواتهم تصل إلى آخر الشارع في سكون الليل، وهم في نقاشاتٍ كانت تبدو لي عقيمة، وخالية من السياسة- مجرد من قال ماذا لفلان، ومن أحب زوجة من".
مثلت حركة فتح، بعد توسعها وانضمام مئات من الكوادر اليسارية والقومية المناضلة التي تؤمن 
بأسلوب الكفاح المسلح، وخيار تحرير فلسطين، ائتلافا غير طبيعي بين مكوّنات غير منسجمة داخل "فتح" هي أقرب إلى جبهة شعبية عريضة. وعليه، عندما أسقطت العرفاتية بندقيتها تفككت، وباتت "فتحيات". ولينتهي الأمر إلى غلبة التيار الذي يمكن تسميته قوى الثورة المضادة التي انتهجت العمل ببرنامج التسوية الداعي إلى إقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال المفاوضات، والتخلي نهائيًا عن برنامج التحرير، لينتهي بها إلى الوقوف على رصيف "أوسلو" حيث ضحّى عرفات ومحمود عباس وحركة فتح بماضي الشعب الفلسطيني العظيم وحاضره لقاء سلطةٍ تعمل وكيلا أمنيا للاحتلال، ما سهل عليه ابتلاع مزيد من أراضي فلسطين وتهويدها، بما فيها القدس.
"ستون عاما من الخداع" هو محاولة لدفع الآخرين إلى إخراج الأحاديث التي تجري في الغرف المغلقة إلى العلن.. أردت أن أعلّق الجرس، حيث يخاف كثيرون، حرصا على مصالح شخصية، من الإقدام على مثل ذلك. لقد أردت أن يساهم كتابي في إعادة كتابة تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، وكشف التشوهات التي ألحقها جماعة "الأبوات" بها. وهو دعوة إلى تعزيز الوعي والضمير الوطني، لكشف الزيف الذي ساهم في حرف النضال الوطني الفلسطيني. الكتاب دعوة إلى وضع حد لظاهرة أبو الخيزران، كما رسمها غسان كنفاني في روايته "رجال في الشمس"، هو دعوة إلى كل الناس إلى أن يدقّوا جدران الخزان.
وفي الختام، أود أن أذكر أبو فخر الذي تولى الإشراف على ملحق فلسطين الأسبوعي الذي كانت تصدره صحيفة السفير، وكان يعمل فيها، بالرسالة التي بعثها الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل إلى رئيس تحرير "السفير"، طلال سلمان، مهنئا بصدور ذلك الملحق "لقد عرفت أنكم في "السفير" ترتبون لإصدار ملحق خاص بفلسطين، وقد أسعدني ما سمعت، وأثار اهتمامي وهمّتي أيضا، ذلك أن هواجسي تزداد يوما بعد يوم بأن قضية فلسطين، وهي الأزمة المركزية في حياة العرب وأمنهم ومستقبلهم طالت دون قيادة، وتفاقمت دون حل، وتقدم لمسؤوليتها من هم أقل من مطلبها، ثم آل قرارُها إلى من لا يقدر عليه، فترك للزمن أن يغطيه، والزمن له قانون آخر حسابه بالفعل، وبغير الفعل فليس هناك غطاء، لأنه ليس مع الضياع حساب".
A8F242F6-521B-4523-B100-11AD24328E2F
A8F242F6-521B-4523-B100-11AD24328E2F
محمد سعيد دلبح

صحفي وكاتب فلسطيني في الولايات المتحدة

محمد سعيد دلبح