الشعراوي وحوادث السكة الحديد

الشعراوي وحوادث السكة الحديد

14 نوفمبر 2019
+ الخط -
قد يكون الشيخ محمد متولي الشعراوي هو الذي أمر مياه أمطار، أخيرا، على مصر أن تملأ نفق العروبة. وقد يكون هو الذي أمر المشير أن يتزوج من برلنتي. وهو الذي أشار على إسرائيل "بالثغرة"، وهو الذي حوقل وبسمل على الأمطار، لكي تفشخ طرق الجيش فشخا، وهو سبب المشكلات ما بين مرتضى منصور ومحمود الخطيب، لأنه يميل إلى الخطيب وصلواته، على الرغم من أن مرتضى يصلي ويحج ويعتمر في السنة مرات، وفي كل مرة يشبع من الساعات. فهل كان الشيخ الشعراوي مثلا شريكا في جزيرتي تيران وصنافير، وأمدّ مفيد شهاب الدين بالخرائط والوثائق، وساعد دكتور علي عبدالعال بالينسون والبخور في جلسات مجلس الشعب كي يوافق الأعضاء بالأغلبية؟ 
وهل الشيخ الشعراوي هو الذي أمد رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، بالعون الروحي، احتراما لجميل النجاشي، كي يأخذ مياه النيل، وهل هو الذي أفهمه ملعوب "كيلو بامية" كي يفوز على الرئيس في توقيع المبادئ، ويأخذ جائزة نوبل في ضربةٍ واحدة، وهل هو الذي ساعد المجلس العسكري في أيام الثورة على "كشف العذريّة"؟ وهل هو الذي أفتي مع علي جمعة في ميداني رابعة والنهضة وما بعدهما وقال معه: "اضرب في المليان"؟
أعرف أن الشيخ الشعراوي مات من سنوات، ولم يكن فقيها عند الريان، كبعض رجال الدين والأدب أيضا. ولا تنس أن يوسف إدريس كان من دراويش تجربة الريّان في مقال في "الأهرام"، فلماذا يتم استدعاء الرجل الآن بواسطة مقدمة برامج ومتخصصة في المكياج. نعم لا قداسة لأي داعية دين، بل مكانة فقط في قلوب من يحبه، مكانة غير مفروضة بالقطع، ولكن ما اللغز من استدعائه الآن، وخصوصا بعد عمليات حرق تمت في ثلاث كنائس خلال أسبوعين؟ هل كي تشيل سيرة الرجل كل المصائب، خصوصا وأن سهام الإرهاب توجه إلى الرجل من دون مواربة، على الرغم من أنه كان رجل دولة في أيام أنور السادات. هل كل شعور بالعجز في إدارة الدولة لا بد أن يُلقى على رجل دين، خصوصا بعد اعتقال آلافٍ من جماعة الإخوان المسلمين، كيف ورئيس البلاد نفسه افتتح أكبر كنيسة ومسجد؟، فهل الشعراوي هو الذي يحاصر غزة ويقطع أشجار طور سيناء، بعدما هجّر أقباطها وبدوها، وهل الشعراوي هو الذي يهرّب المخدرات والحشيش والبانجو في حقائب القضاة من خلال نفق الشهيد أحمد حلمي (حادثة منشورة وموثقة)؟
فهل أحاديث الشعراوي هي التي حطّمت سيارة الحقوقي جمال عيد، وألقت القبض على إسراء عبد الفتاح من داخل سيارتها من أسبوعين؟ وهل تسببت أحاديثه في نقص إيرادات قناة السويس بسبب صلوات النوتية والقباطنة؟ أم لأن أحاديثه أفسدت مزارع الجمبري ما بين التفريعة والقناة الأم؟ أو كما قال، بقصد الإضحاك، إنه السبب الحقيقي لعدم عودة السياحة الروسية إلى البلاد وتحويلها إلى تركيا.
ويقال أيضا إن السر فيما فعله الشعراوي في مصر أنه كوّن مزاجا عاما للتمسّك بالدين، وإطفاء شعلة الاستنارة، مع أنهم قالوا أيضا إن سَنة الإخوان المسلمين الذين لا يختلفون عن الشعراوي في شيء، قد أوصلت البلاد إلى أكبر موجة إلحادٍ لم تشهدها مصر خلال تاريخها كله.
وعموما، استطعنا، بفضل لجاننا الإلكترونية من المستنيرين هنا وهناك، أن نوجه لكمة لأحاديث الشيخ، والأسبوع المقبل سوف نوجه اللكمة إلى الشيخ عبد الحميد كشك، وقد نصل باللكمات حتى السيدة ألماظ وعبده الحامولي، ولن نترك هذا الأمر، حتى تنصلح أحوال السكة الحديد وآبي أحمد، أو نهلك دونه.