اليمن.. مقاومة مستمرة

اليمن.. مقاومة مستمرة

29 سبتمبر 2018
+ الخط -
أصبحت السياسة الزيدية في اليمن مكشوفة في لعب أدوار الاستبداد بحق الشعب اليمني، إذ يعتقد هؤلاء أنهم أذكى من شعب صار يدرك يقيناً أن ثلاثة أجنحة (الإصلاح، المؤتمر، الحوثيون) تشكل جسم المركز الزيدي.
بالذهنية نفسها التي ظل، ولا يزال، الزيديون يختزلون الوطن بها، يمارس حزب الإصلاح بسطه على إقليم سبأ، بحجة أنها "حقنا"!.
أصبح كل شيء في مأرب في قبضة حزب الإخوان المسلمين، ولا أثر لحزب آخر هناك يعارض، أو يبدي رفضاً لسياسات الفوضى والاستحواذ على مقدرات وطن، وذلك مباركة إقليمية ليس لها أي مشكلة مع قوى الهضبة الزيدية التي إذا ما أرادت تنشيط وصايتها على اليمن المترسخة منذ عقود مضت، لن تواجه أي معارضة حقيقية، ولن تتخلى عن ديمومة وصايتها، في غياب تام لقوى تناهض هذه السياسة بشكل حقيقي، في جغرافيا الهضبة، أو في شمال الشمال، بدافع الغيرة على وطن يجب أن يكون شامخاً بكرامته واستقلاليته من التبعية السعودية، وغيرها.
دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية، تقف إلى جانب قوى الهضبة الزيدية حتى اليوم، قلباً وقالباً، فالإمارات تزود هذه القوى بالسلاح، وتقتل اليمنيين، بهدف تأديب الشعب اليمني وشباب "11 فبراير" الذين خرجوا لإطاحة علي عبدالله صالح، باعتباره رأس هرم الاستبداد.
يخوض اليمنيون اليوم معركة مصير مشترك في الدفاع عن مكتسبات "11 فبراير" العظيم، فيما بعض دول الخليج تعمل بكل إمكاناتها للوقوف إلى جانب القتلة، ومراكز قوى الدمار في البلد، بإدارة حرب طاحنة، أحرقت الأخضر واليابس، لإيصال رسالة إلى شباب الثورة وأحرار اليمن، رسالة مفادها "أن انسوا ثورة 11 فبراير"!
يجب أن نفهم أنّ ما يدور في جغرافيا اليمن سينتهي بعودة النظام السابق إلى الحكم، بعد أن يسلّم الشعب اليمني، مكرهاً، بدورة جديدة من العبودية، قد تستمر عقودا طويلة، وهو ما لم يتحقّق إن شاء الله، إذ سيتصدّى الأحرار لهذه المشاريع، وستنتصر ثورة 11 فبراير العظيمة، رغماً عن أنف دول الجميع.
لا يمكن لفاشية بعض دول الخليج أو للفاشية الفارسية مساومة الأحرار في الانتصار لمخرجات الحوار الوطني، في بناء دولة النظام والقانون. في المقابل، يمكن لدول الإقليم أن تشتري من تشتري، وتعبث بكرامتهم كيفما شاء لها، فهؤلاء لا كرامة لهم، أما الأحرار، فمن المستحيل أن يتنازلوا عن مبادئهم، مهما كانت المغريات، وقد أثبت التاريخ ذلك.
اليوم، نحن اليمنيون أمام حقائق تتكشف لنا، ولا يمكن أن تنطلي علينا، أو على شباب فبراير الذين قدموا التضحيات، فهم لا يزالون في ميادين المقاومة، هؤلاء لم ولن يستسلموا لمشاريع الاستبداد بتكرار العبودية.
إننا على يقين من أنّ الشعب اليمني استيقظ من سباته الطويل، إزاء ما يتعرّض له من مؤامرات، من قوى الهضبة الزيدية التي ظلّت تحكم قبضتها الاستبدادية، على شعب اليمن الذي كلما أطلّ بصوته لطلب التغيير، فقمع بشتى أنواع الإتهامات. هذا فضلاً عن تعرّضه لانتهاكات كثيرة.
CC0DC3C8-4680-47DD-A1E2-F3B4DFCE532B
CC0DC3C8-4680-47DD-A1E2-F3B4DFCE532B
محمد الصهباني (اليمن)
محمد الصهباني (اليمن)