لا بديل عن إسقاط نظام الأسد

لا بديل عن إسقاط نظام الأسد

16 سبتمبر 2018
+ الخط -
بعد خفوت صوت السوريين، منذ أن تدخل الروس لصالح حكم الأسد أواخر 2015، عاد نبض الثورة إلى الشارع السوري، مُتزامناً مع التهديدات الثنائية المتمثلة في نظامي الأسد وبوتين معاً، لاجتياح مدينة إدلب عسكرياً، المدينة التي تعد المعقل السوري الأخير للثوار والمعارضة.
خرجت جموع السوريين في جمعة "خيارنا المقاومة"، وكانت الجمعة الثانية "لا بديل عن إسقاط نظام الأسد"، وشملت عدة مناطق في المدينة، تجاوز عددها 150 نقطة، مردّدةً الشعارات والنداءات لإحياءً روح الثورة والمقاومة الشعبية، فملأت الأرض بعدالتها وأحقّيتها ضدّ نظام شمولي، تسلّطي واستبدادي.
ما حدث في سورية لا يجهله أحد، وكيف استخدم بحقِّ الشعب كلّ صنوف الإجرام التقليدي والكيميائي، فمنْ قُتل قتل، ومنْ اعتقل اعتقل، بالإضافة إلى من شُرّدَ وهُجّر قسراً، والمحصلة تمزّق النسيج المجتمعي، وضياع هويته. ذلك كله وأكثر لا يمكن تجاوزه وطي صفحاته، ولا يمكن أن تمضي عجلة الزمن وكأنّ شيئاً لم يكن. ثأر الشعب السوري على جلّاده ما زال قائماً وحاضراً، ونتائج الثورة لم تأتِ أُكلها بعد، لأن النتائج المرجوّة والمأمولة تكون بزوال أسباب الثورة وتحقيق مطالبها في الحرية والكرامة، وإدانة جميع التسويات والمصالحات مع النظام وحلفائه.
نعم، لن نصالح ولن نسامح كلّ من تلوثت يداه بدماء السوريين، فنحن على العهد باقون. وعلى الرغم من فشل قمة طهران التي جمعت رؤساء الدول الثلاث (تركيا، روسيا، إيران)، في 7 سبتمر/ أيلول الجاري استكمالاً لاتفاق أستانة، للوصول إلى مخرجات وتفاهمات بشأن الملف السوري في مدينة إدلب، إلّا أنّ الهجوم العسكري قيد التجهيز والإعداد للتنفيذ (لا محالة )، ومسألة تأجيل الهجوم جاء بناءً على ضغط من الدول الأوروبية، بما فيها تركيا، فكارثة التهجير السكاني إثر الهجوم على إدلب يسبّب قلقاً ومأزقاً بالنسبة لدول أوروبا وتركيا، خصوصاً ما شهدته تركيا أخيرا من هبوط الليرة مقابل الدولار الأميركي.
وفي ختام القمة، أخذت تركيا على عاتقها حلّ التنظيمات غير المعتدلة، وفصلها عن ثوار إدلب. لكن خطورة هذا الفعل هي في انخراط تلك التنظيمات مع المدنيين، وبالتالي ستكون الخطوات التركية القادمة في إدلب توجيه ضربات محدودة على مواقع هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) بالتعاون مع الجبهة الوطنية للتحرير المدعومة من تركيا.
الحَكم هنا هو اللعب على عامل الزمن، إذ صرحت تركيا مرات عديدة إنها تريد الحفاظ على مكانتها في قلوب السوريين، كونها المخلص الإقليمي والاستراتيجي الوحيد. أما بالنسبة للنظيرين، الروسي والإيراني، فقد بديا متفقين على عودة كامل الأراضي السورية إلى سلطة الأسد. وفي الطرف الآخر، بدت مساعي المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، جارية على قدم وساق، وذلك في اجتماعاته مع المجموعة المصغرة، والتي ضمّت دولا عربية وغربية، لبحث آلية وصياغة الدستور السوري الجديد.
في النهاية، ومع جملة الأحداث المتسارعة التي تُحيق بالوضع السوري عامة، وما آلت إليه الثورة السورية خصوصا، نخلص إلى القول إنّ كل تدخلات الدول جاءت بشكل احتلال وشبه احتلال، سواء بما وافق نظام الأسد أو خالفه، وعلى ضوء تباين المصالح وتقاطعها، لم يبق أمام السوريين ولا بديل عن المقاومة الشعبية.
50E9A540-3A68-41EF-B0C4-0394D4AD4517
50E9A540-3A68-41EF-B0C4-0394D4AD4517
براءة الحمدو (سورية)
براءة الحمدو (سورية)