ربع قرن من التيه الفلسطيني؟

ربع قرن من التيه الفلسطيني؟

15 سبتمبر 2018
+ الخط -
بمناسبة ذكرى مرور ربع قرن على اتفاقية أوسلو المشؤومة التي مزّقت الفلسطينيين، وأضاعت الهوية الفلسطينية، وشتتت الشمل الفلسطيني، نقف عند أبرز ملامحها اليوم:
أولا، تنازلت منظمة التحرير الفلسطينية في تلك الاتفاقية عن 78% من أرض فلسطين التاريخية للاحتلال الصهيوني، بمعنى إخراج كامل تلك المساحة من دائرة التفاوض، وبالتالي، وجّهت طعنةً نجلاء للملايين من اللاجئين الفلسطينيين الذين يحلمون بالعودة إلى ديارهم التي باتت بتوقيعٍ وإقرارٍ فلسطيني أرضاً إسرائيلية.
ثانيا: مقابل تنازل المنظمة الفادح عن فلسطين لم يعترف المحتل للفلسطينيين بدولة مستقلة، بل أقرّ بأنّ المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، بهدف إضفاء شرعية قانونية على تنازل الموقعين الفلسطينيين عن أرض فلسطين ولسان حال الاحتلال، يقول: "ها قد تنازل ممثلو الشعب الفلسطيني عن أرضهم طوعا"، متجاهلاً أنّ حركات فلسطينية ذات ثقل شعبي كبير غير منضوية تحت راية المنظمة، وأن فصائل المنظمة الفاعلة، سوى حركة فتح، عارضت الاتفاق.
ثالثا: بعد ربع قرن، اتّضح جلياً بأنّ اتفاقية أوسلو كانت خطيئة كبرى، فلا دولة فلسطينية أقيمت، ولا قدس تحرّرت، ولا عودة لاجئين تحققت. وفي المقابل، أضحت الأرض الفلسطينية، بفِعل الاتفاقية، نهباً للاستيطان الصهيوني، وتصاعد التغوّل الصهيوني على الفلسطينيين، إمّا بالاعتقال أو الإعدام من دون رحمة في طرقات القدس أو على الحواجز العسكرية في الضفة، أو قتله عمداً مع سبق الإصرار تحت الحصار، مرضاً أو قصفاً بالطائرات أو قنصاً بالرصاص على حدود غزة.
رابعا: الاتفاقية المشينة شتّتت الشعب الفلسطيني بين لاجئ مشرّد خارج الوطن، لا يجد من يمثّله أو يدافع عنه في المحافل الدولية، وبين مقاوم محاصَر في غزة، وبين فلسطيني يفخر بملاحقة المقاومة وحراسة مستوطنات الاحتلال في الضفة.
خامسا: بعد 25 عاما، باتت الاتفاقية المشؤومة لعنة تلاحق حركة فتح التي وقعتها من دون توافق فلسطيني، فقد أصبحت الحركة تتنفس من رئة المال السياسي الذي تستلمه شهريا عبر المقاصة من الاحتلال، وأضحت منقسمة على أبنائها فلاحقت بعض قياداتها، وتناست قيادتها المغيبة في سجون الاحتلال، وتجاهلت البحث عن قاتل زعيمها ياسر عرفات، وباتت هياكلها التنظيمية مهلهلة، لا تعبّر عن آراء آلاف من أفرادها وأنصارها، وأخطر نتائج الاتفاقية سلبا انتقال الحركة من واقع مقاومة الاحتلال إلى حمايته وحراسة مستوطنيه في الضفة، بل ومحاربة المقاومة الفلسطينية المسلحة حيثما وُجِدت.
سادسا: فتحت اتفاقية أوسلو باب التطبيع مع دولة الاحتلال على مصراعيه، وراكمت قوة دولة الاحتلال على الصعيد الدولي دبلوماسيا واقتصاديا، فقد افتتحت شركات دولية عديدة فروعا لها داخل دولة الاحتلال، وسعت أنظمة عربية عديدة إلى نسج علاقات دبلوماسية مع الاحتلال، تحت شعار: "لن نكون ملكيّين أكثر من الملك الفلسطيني الذي خطى الخطوة الأولى نحو التطبيع مع الاحتلال".
سابعا: اليوم وبعدما حل بنا من كوارث ومآس نتيجة اتفاقية أوسلو المشؤومة، نتساءل: أما آن لنا، نحن الفلسطينيين، أن نُنهي هذه الحقبة السياسية المتردّية من تاريخ شعبنا؟
04D12ACA-2811-4B0A-BD88-6D7B4D4CEA74
04D12ACA-2811-4B0A-BD88-6D7B4D4CEA74
ماجد نمر الزبدة (فلسطين)
ماجد نمر الزبدة (فلسطين)