تعز.. مدينة الحياة

تعز.. مدينة الحياة

18 اغسطس 2018
+ الخط -
في الوقت الذي كانت فيه مدينة تعز تعيش وضعا إنسانيا بالغ الوجع والصعوبة، نتيجة الحصار الخانق الذي تفرضه جائحة الموت الحوثية على المدينة، وعلى اليمن بشكل عام، كانت الحكومة بعيدة عن لعب دورها، إذ كان دورها في الوقوف إلى جانب تعز ضعيفًا، فيما كانت المنظمات الإنسانية شبه غائبة، لذا وجدت تعز نفسها مجبرةً على بلسمة جراحها بيد أبنائها، فنفضت عن نفسها غبار الأوجاع، مُتحدّية المنغصات، كاشفةً عن نماذج إنسانية قلّ نظيرها، وجاء في مقدمة تلك النماذج، حياة الذبحاني، أو حياة الخير، كما يحلو لبعضهم أن يسميها.
حياة الذبحاني هي معنى الإنسانية ومرادف الإيجابية، إنّها خلاصة النضال، ولا مبالغة أبدا في القول إنّ حياة تشكل حكومة خدماتية بامتياز لوحدها.
ولم يتوقف النضال والإنسانية عند حياة فحسب، بل إنّ لدى تعز من أمثالها كثيرون، رجالًا ونساء، ممن حملوا همّ تعز على عاتقهم، رافقوا المقاتلين الأحرار خطوة خطوة، وبنوا مجد المدينة التي لم تزل تقارع الطغيان.
من تلك النماذج، الدكتورة خديجة عبد الملك رئيسة مؤسسة شهيد، وخديجة المجيدي، رائدة مشروع النعيم لكعك المقاوم، وسمير اسماعيل، الرجل الذي كان بمثابة همزة الوصل بين المحتاجين وفاعلي الخير، بالإضافة إلى عصام قاسم العديني وأميرة الصغير وأنيسة اليوسفي، والقائمة تطول ...
كما لا ننسى الشهيدة رهام البدر، المرأة التي اغتالها الحوثيون، وهي في طريقها إلى القيام بمهمة إنسانية شرقي مدينة تعز.
وتعز مدينة مناضلة مكافحة، كلاشينكوف أبناؤها أوقف جائحة الموت الحوثية، ومبادراتهم غطّت وبجدارة الدور الذي عجزت عنه الحكومة، والذي كان من المفترض أن تقوم به.
واقع مرير، حصار خانق، قصف عشوائي مكثّف، اغتيالات ممنهجة... كل هذه وغيرها الكثير من المحاولات الخسيسة التي يضطلع بها أعداء الحرية وخصوم الدولة، للنيّل من المدينة الحالمة. وعلى الرغم من ذلك لم يفلحوا، بل فأجأتهم تعز بقدرتها على اختراق معادلة المستحيل، فشمخت وأخذت تصنع من ليمون الواقع المؤلم شرابًا حلو المذاق.
لن تموت تعز وفيها رجال خير كُثر، وفيها حياة الخير وأمثالها، إنّها مدينة الحياة، فكيف لأعداء الحرية والدولة أن ينالون منها؟
2B970E5F-01D6-4E01-9327-FE3A9CB6CD61
2B970E5F-01D6-4E01-9327-FE3A9CB6CD61
حمزة العباسي (تونس)
حمزة العباسي (تونس)