ماذا تريد حماس وماذا ترفض؟

يبدو أنه وفي ظل تزاحم الأحداث، واكتظاظ سوق السياسة بالمبادرات، المؤامرات، التحالفات، وخيبة أمل الشعوب حد الكفر بكل من هو فوق الساحة أو على هوامشها يقتات على الفتات.
يبدو أنه، وفي ظل هذا كله، تناسى الناس عربا وفلسطينيين الأهداف التي قامت من أجلها حركة حماس، وانطلقت في العام 1987 على يد شيخ المجاهدين أحمد ياسين وإخوانه. إلى درجة اضطر معها عضو المكتب السياسي للحركة، موسى أبو مرزوق، لسرد مطالب تكتيكية التي تريدها "حماس"، وأخرى مشابهة ترفضها. كتب أبو مرزوق على حسابه في "تويتر" أن الحركة تريد:
دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس، ومصالحة فلسطينية ناجزة عنوانها الوحدة الوطنية، والشراكة السياسية، ومواجهة الاحتلال. وتريد رفع الحصار وإلغاء العقوبات وحل مشكلات قطاع غزة.
وما ترفضه حماس، قال أبو مرزوق إنها: ترفض دولة في غزة، وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وترفض ما تسمى صفقه القرن.
لكني أجدني هنا ملزما بالتذكير بسقف حركة حماس الحقيقي، بغض النظر عن الضغوط الدولية والظروف الموضوعية التي هوت بسقف الحركة إلى الحد الذي ذكره أبو مرزوق من مطالب، فهي في الأصل تريد:
تحرير فلسطين كل فلسطين من بحرها إلى نهرها. عودة جميع اللاجئين من المنافي والشتات إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها. إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية على كامل التراب الفلسطيني، وليختار الشعب بعدها النظام الذي يحكمه ولينتخب الناس من يسوسهم، فلو ترك الناس لما اختاروا سوى الإسلام. الانفتاح على المحيطين، العربي والإسلامي، وإقامة علاقات احترام متبادل مع كل دول العالم. حماس لا تريد القاء اليهود في البحر، ولا تمانع في أن يعيشوا تحت حكم الدولة الفلسطينية وسلطانها.
وما تريده حركة حماس اليوم من مطالب وما ترفض، في ظل المرونة السياسية، وبعيداً عن المساس بالثوابت الوطنية أو الدينية، قد يتغير صعودا أو هبوطا تبعا لمعطيات الواقع. ولذا لا ينبغي لأحد أن يحاكمها على مرونتها مع معطيات الواقع، بل حاكموها إذا ألغت ثوابتها، واقتربت من المحرمات الوطنية أو الشرعية.
ما تريده حماس هو ما نصت عليه آيات الله في كتابه في سورة الإسراء، حتى يتحقق وعد الآخرة "فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا". تريد ما يريده أي مسلم وعربي حر في العالم يؤمن بأن فلسطين أرض وقف إسلامي على كل المسلمين في العالم بذل الروح والمال في سبيل تحريرها. تريد ما تريده جميع المحافل القانونية والإنسانية في العالم من رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، وعودته إلى دياره التي هدر منها تطبيقا للقرارات الدولية.
لا يوجد لحركة حماس مطالب خاصة بها، اللهم إلا التي ترضي الله تعالى وتحقق المصلحة للإسلام وللشعب.