الدولار الغزاوي

الدولار الغزاوي

08 يونيو 2018
+ الخط -
في غزة يتم تداول عملات الشيكل الإسرائيلي والدولار الأميركي والدينار الأردني، إذ لا يوجد لدينا التزام بأسعار البورصة التي تُحدد قيمة العملات، فهي متروكة لحاجة السوق والعرض والطلب والسوق السوداء واحتكار الصرافين، وتفردهم في تحديد السعر الذي يتماشى مع مصالحهم وحسب احتياجاتهم.
بعد أن أصدر البنك المركزي الأميركي، النسخة الجديدة من الدولار ذات اللون الأزرق، بدأت المؤسسات المصرفية والبنوك ومراكز الصرافة والباعة المتجولون في غزة بالتلاعب بسعر صرف الدولار للمواطن، والتمييز بين الورقة البيضاء والورقة الزرقاء، حيث يتم صرف الورقة البيضاء بسعر أقل من الورقة الزرقاء، وذلك بعد امتناع البنوك ومحلات الصرافة والصرافين المتجولين عن استلام الورقة البيضاء، بحجة أن الزبائن لا ترغب بتداولها، وتتذرع البنوك في غزة بأنّ الاحتلال الإسرائيلي يمنع ترحيل العملات القديمة واستبدالها بحديثة، من وإلى القطاع المحاصر.
في ظلّ غياب الرقابة الإدارية والمالية على سوق صرف العملات في قطاع غزة، يتم يومياً تداول العشرات من أوراق الدولار البيضاء القديمة في السوق المحلي، بهدف الكسب غير المشروع، من خلال خلق فُروقات في سعر صرفها، مما يساهم بقدر كبير في إلحاق الخسائر بالمواطن مما ينعكس على تردي الحالة الاقتصادية والمعيشية، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الكارثية التي يمر بها القطاع.
وبذلك يتم السعي لخلق سوق سوداء يتم من خلالها، فتح الباب أمام الصرافين والمتلاعبين للكسب غير المشروع، مع توافر إشاعات كثيرة في الأسواق الفلسطينية بوجود دولار مطبوع في إيران وهو ما يُعرف بالدولار "الإيراني"، وهذا لم يُثبت صحته على الإطلاق.
لم يتمكن مواطنون عديدون في القطاع خلال الأيام الماضية من تصريف ما لديهم من دولارات ذات اللون الأبيض، لأنها تمثل لهم خسارة كبيرة، فالواقع يقول أن كل 100 دولار تخسر ما يقارب الـثلاثة دولارات أو أكثر، في الوقت الذي لم يصدر أي بيان من سلطة النقد الفلسطينية والدوائر الرقابية لدى وزارة المالية توضحان فيه سعر صرف الدولار الأبيض وكيفية التعامل معه أو التخلص منه، ليبقى هناك تساؤل: لماذا يتحمل المواطن نتيجة تواجد الدولار الأبيض في السوق؟ ولماذا لا تسعى سلطة النقد والبنوك الفلسطينية لجمع الدولار الأبيض وتصريفه بالطريقة التي تراه فيها مناسباً، وذلك من أجل تفادي الخسائر الكبيرة التي يتكبدها المواطنون في قطاع غزة بفعل ذلك؟ ولماذا لا يتم وضع الضوابط والقوانين المحددة لمزاولة مهنة الصرافة في القطاع؟ ومن المسؤول عن غياب الرقابة على أسواق العملات؟ علماً أن فئة الدولار الأبيض يتم تداولها في كل أرجاء ومصارف العالم دون النظر إلى اللون أو الصفة.
وتعاني أسواق العملة في قطاع غزة من انتشار ظاهرة الصرافين مجهولي المصدر، حيث أن عمليات تداول وصرف العملات تتم بشكل غير قانوني، وخارج الإطار المصرفي، مما أدى إلى وجود السوق السوداء والتلاعب في الأسعار، كما وأن مهنة الصرافة تحتاج إلى تراخيص عديدة، والقانون يمنع ممارسة هذه المهنة، بهذا الشكل، وأن القوانين التي تضبط هذه المهنة قد توصل بممارسيها خارج الإطار الرسمي إلى حد الإعدام في الكثير من الدول، وأحكام بالسجن وعقوبات مشددة.
تلك الظاهرة تساهم بشكل كبير في عمليات غسيل الأموال وتبييضها، المُكتسبة من خلال عمليات غير مشروعة، كتجارة المخدرات ومصادر الدخل الغير مشروعة، علماً أن ظاهرة الصرافين المتجولين والغير مرخصين منتشرة في قطاع غزة، ولا وجود لها في الضفة الغربية، ومعظم بلدان العالم.
8981FDE1-0454-4CBC-894E-2351C53A26E0
8981FDE1-0454-4CBC-894E-2351C53A26E0
أشرف أبوخصيوان (فلسطين)
أشرف أبوخصيوان (فلسطين)