تركيا.. شعب يريد النهوض

تركيا.. شعب يريد النهوض

30 يونيو 2018

مناصرون لحزب العدالة والتنمية في اسطنبول (24/6/2018/فرانس برس)

+ الخط -
أثبت الشعب التركي مجدداً أنه شعبٌ واعٍ، ومدركٌ أهمية مستقبل بلاده، ومصرٌّ على بناء نهضتها، والارتقاء بها إلى مصاف الدول المتقدّمة والرائدة، وبالمرصاد لكل محاولات إعادته إلى مربّع التخلّف والتبعية، والتي ما انفكّت تحاول النيل من النقلات النوعية التي ارتقت بتركيا إلى مرتبة عالية ورفيعة بين الدول، بعدما كانت في أسفل سلّم الترتيب الدولي في معظم الميادين، وذلك بفضل السياسات التي اعتمدها حزب العدالة والتنمية، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان منذ مطلع الألفية الثالثة تقريباً، وبفضل الخطط التي تمّ تنفيذها بكفاءة واقتدار، للنهوض بتركيا من الفريق الحاكم مع أردوغان.
عندما جرت المحاولة الانقلابية الفاشلة، ليلة 15 يوليو/ تموز 2016، للقضاء على المسار الديمقراطي في البلاد، ولإسقاط حزب العدالة والتنمية وتجربته في قيادة تركيا، هبّ الشعب التركي في كل المدن والميادين، وبكل أطيافه وفئاته العمرية، وعلى مختلف توجهاته السياسية، يدافع عن الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة بوجه بعض العسكر الذين أرادوا الاستبداد بالبلد، والإمساك بالسلطة على حساب الحرية وإرادة النهوض والانتصار، وقد تصدّى الشعب التركي لدبابات الانقلابيين بصدره العاري، فسقط منه مئات الشهداء، دفاعاً عن حريته وحقه بالتعبير، ودفاعاً أيضاً عن تجربة النهوض التي قادها الرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية، وإلا ما كانت تلك الحشود الغفيرة والمليونية لتخرج، بتلك الأعداد والاستعدادات، لإسقاط الانقلاب، والحفاظ على المنجزات والتجربة.
وفي يوم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، 24 يونيو/ حزيران الجاري، أثبت الشعب التركي، مرّة أخرى، تمسّكه بالمسار الديمقراطي في بلاده، واقتناعَه بسياسات الرئيس أردوغان وحزبه، واحتضانه لها، ودفاعه عنها، فصبّ أصواته بشكل كثيف في صناديق الاقتراع في انتخاباتٍ نزيهةٍ وشفّافةٍ شهد لها المتنافسون، بل حتى الخصوم والأعداء، لصالح الرئيس أردوغان الذي يُعتبر باني نهضة تركيا الحديثة.
أثبت الشعب التركي، مرّة جديدة وأخرى، أنه يملك إرادة حرّة، وإصراراً قوياً على النهوض ببلده إلى مصاف الدول الرائدة والمتقدّمة، ويرى في قيادة الرئيس أردوغان وحزب العدالة
والتنمية كل المقوّمات التي ترتقي بتركيا إلى تلك المصاف، ولذا جدّد ثقته بالرئيس، ومنحه الفوز من الدورة الأولى للانتخابات، وكذلك منح الحزب ثقة كبيرة من خلال حصوله (الحزب) على نسبة تأييد فاقت 42% من نسبة الأصوات. وذلك كله بعد وجود الحزب في السلطة فترة زمنية قياسية، ليس بمقدور أي حزب عادي أن يحتفظ بهذه النسبة من الثقة مع وجوده بالسلطة، إلا في الأنظمة الديكتاتورية المستبدّة التي تمتهن عمليات التزوير، ولا ترى إلا الحزب الواحد والقائد الواحد الذي يستمر إلى الأبد. كما جاءت هذه النتيجة، وكذا التأييد لحزب العدالة والتنمية، وللرئيس أردوغان، على الرغم من محاولات ضرب الاقتصاد التركي، في الحرب على الليرة التركية، والتي تجلّت بشكل واضح قبل الانتخابات، فضلاً عن محاولات حصار الدور التركي على مستوى المنطقة، وإظهاره منكفئاً والمتراجع والمتردّد. وعلى الرغم من ذلك كله، أيّد الشعب التركي، بهذه النسب العالية، واختار رئيسه وحكومته، بعيداً عن أي تأثير خارجي، أو إشكالات داخلية.
الإنجازات التي قدّمها الرئيس أردوغان، وحزب العدالة والتنمية معه، هي التي شكّلت قناعة راسخة عند الشعب التركي بإعادة تجديد الثقة لهما، وهذا يدلّ على أن هذه القيادة تتمتع بالأهلية الكاملة لقيادة هذا البلد إلى مزيد من التطوّر والتقدّم والازدهار، وتدلّ على أن هذا الشعب يتمتع بقدر كافٍ من الوعي والكفاءة التي لا تسمح لمنظومات دولية، أو عربية، أن تعبث بأمنه أو بمستقبله أو بنهضته الواعدة المنتظر أن تضعه في قائمة أول عشر دول في الأعوام المقبلة.
إنها معادلة بسيطة تقوم على علاقة تكاملية بين قيادة متّزنة، واعدة، ومخلصة تقدّم مصلحة شعبها على أي شيء، وشعب واعٍ، مدرك أهمية المنجزات، مصرّ على النهوض بالبلد وصناعة الانتصار.