بطل من ورق

تحاول الإمارات في اليمن إظهار طارق صالح بطلا، في إطار محاولة كبرى لإعادة بقايا نظام علي عبدالله صالح إلى السلطة، وهي محاولات لا تلقى قبولاً شعبياً في طول اليمن وعرضه، خصوصا وأنها في نطاق غير شرعي، فتحركاتها وعملها خارج نطاق الشرعية التي يمثلها الرئيس عبد ربه منصور هادي.
فشل طارق وقواته في هجومين على الأقل على مواقع الحوثيين قبل السيطرة على أجزاء من البرح، فقواته التي تعددت مسمياتها، تارة المقاومة الوطنية وأخرى حراس الجمهورية، عجزت عن تحقيق أي تقدم، وتسلمت الراية ألوية العمالقة وقادتها من أهلنا في الصبيحة، فكانت الانتصارات التي نراها في الساحل الغربي.
تروّج بعض وسائل الإعلام طارق صالح أنه القائد الأهم في هذه الانتصارات، ولكن لدى عموم الشعب اليمني قناعة بأنّ طارق مجرّد بطل من ورق، يحاول صنعه هذا الإعلام، فمن كان قائداً لحراسة الرئيس السابق صالح، ولم يستطع حمايته بين نخبة من قوات الحرس الجمهوري السابق، لا يمكن أن يقود أي نجاح في ظل إمكانيات أقل، من حيث التسليح، ومن حيث ولاء القوات التي يقودها.
لو أن أحمد علي النجل الأكبر للرئيس السابق صالح هو من يقود هذه المعارك، لكان الوضع أفضل لبقايا قوات الحرس الجمهوري السابق، لكن العقوبات المفروضة عليه أُممياً تقف في طريق عودته إلى العمل العسكري والسياسي الفاعل. ويعلم الشارع اليمني علم اليقين أن تحرير تعز ومناطق كثيرة مرهون بقرار من التحالف العربي، وبالذات الإمارات. وفي ذلك حسابات سياسية يراها التحالف من أجل مستقبل مصالحه في اليمن، وضمان عدم سيطرة الإخوان المسلمين على الجيش الوطني والحياة السياسية في اليمن.
يعتقد اليمنيون أن من بين أهداف التحالف تعزيز الوصاية السعودية على اليمن، وعدم منحه الحرية في إدارة البلاد عسكرياً وأمنياً واقتصادياً، ويتجلى ذلك بوضوح من خلال النخب العسكرية المناطقية التي ينشئُها التحالف في المناطق المحرّرة، وعرقلة عمل الأجهزة الحكومية هناك، كما هو حاصل في العاصمة المؤقتة عدن، فعملية تسويق طارق صالح قائدا عسكريا وبطلا جمهوريا فشلت فشلاً ذريعاً، وبقيت صورة طارق في معسكرالملصي في عهد تحالف عمه الراحل مع الحوثيين هي الماثلة في عقول اليمنيين وأفئدتهم، مجرد مدرب للقناصة لا يجيد سوى قتل الأبرياء من خلف السواتر أو أعالي التباب والهضاب والعمائر.