هرطقات أبو النصر

لا يمر يوم من دون أن أتجول في صفحة الكاتب الفلسطيني الساخر، حسام أبو النصر، الشاب الثلاثيني الذي ضمن اسمه أحد كُتاب الوطن العربي الساخرين أخيرا، ضمن ثلاثة نماذج عربية، حيث تم اختياره في مؤتمر جامعة عبد الحميد بن باديس في مستغانم في الجزائر؟
ينشط أبو النصر على "فيسبوك"، ويكتب في الشؤون السياسية والثقافية والأدبية والحوارية والاقتصادية، ويوجه حديثه بشكل ساخر تجاه القضايا الأكثر حساسية في المجتمع الفلسطيني، أسلوب اعتمد فيه الكاتب الرؤية الساخرة والناقدة في تناول القضايا التي يكتب فيها.
الهرطقات اليومية هو العنوان الذي اعتاد أبو النصر الكتابة من خلاله بشكل ساخر، فهو يرى فيها الملاذ الفكري، في ظل حالة السخط العربي على القراء والكتاب والمفكرين والمثقفين، ويستخدم أسلوبه الساخر في النقد، وهو ما جلب له مشكلات عديدة مع رجال الأمن وشخصيات فلسطينية بارزة، والتي انتقدت أسلوب أبو النصر في تناوله ومعالجته القضايا اليومية التي يعاني منها الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.
نجح أبو النصر في تسخير الكتابة الساخرة في نقد حديث السياسيين المنمق، ويرى أنها ليست لمجرد الترفيه، بل هي أداة النقد بعيدة المدى، والتي تحدث تأثير حقيقي وشحذ الهمم نحو التغيير وفق التراكمات والأثر الذي تتركه هذه الكتابات في نفوس الكثيرين لواقعيتها وتناولها الأحداث بطريقة مختلفة عن نشرات الاخبار.
ولد أبو النصر في الجزائر عام 1979 وانتقل بعد أوسلو 1994 إلى غزة، ثم استقر في رام الله أواخر عام 2016، وحصل على الدراسات العليا في التاريخ في القاهرة، واعتقل مرات سياسيا، وله أربع مؤلفات في التاريخ (ثورة الكف الاخضر، أقباط بيت المقدس، تاريخ مخطوطات فلسطين، غزة آثار وصور) وكتاب في السياسة والثقافة بعنوان "كلام رصاص"، كتب في عدة صحف ومجلات فلسطينية وعربية.
اعتقل أبو النصر في المعتقلات السياسية العربية والفلسطينية، وأول من حوكم بقانون استخدام التكنولوجيا في فلسطين، لم تتوقف إبداعاته في الهرطقات فقط، بل له عشرات الأبحاث العلمية المنشورة.