السلاح الفلسطيني وتعطيل النووي

على الرغم من أنّ العدو الإسرائيلي يمتلك أسلحة نوعيه وآلات للموت القتل والدمار بات يصدرها إلى جهات الأرض الأربع. إلا أن الفلسطيني الضعيف، المحاصر والمهجّر، اكتشف أنه يمتلك سلاحا سحريا يمكنه أن يعطّل آلات الموت والدمار والأسلحة الصهيونية، بما فيها السلاح النووي، إلا وهو سلاح الالتحام الشعبي.
يبدو أنّ العدو الصهيوني انتبه إلى خطورة هذا السلاح مبكرا، وبنى، منذ نشأة كيانه، الحصون والجدران. أولاً، حول ثكناته ومعسكراته، ثم حول مغتصباته، وأخيراً، حول كيانه بالكامل. هناك جدران عالية إلكترونية مسلحة حول حدوده مع مصر والأردن وسورية ولبنان، فضلا عن قطاع غزة للحيلولة دون حدوث هذا الالتحام الذي سيكون الخاسر الأكبر فيه، فالكيان الصهيوني لا يشكل إلا نقطة في بحر من العرب والمسلمين، وليس على العرب والمسلمين إلا اكتشاف نقاط قوتهم ونقاط ضعف العدو ليتحقق النصر الموعود.
غزة الصغيرة المحاصرة تقوم، وبترتيب رباني، بالتدريب والتجهيز ليوم قريب، ليوم الاقتحام، ولن تستطيع أي قوة في الأرض حماية العدو. الثقة واليقين والإرادة التي يتمتع بها سكان غزة، رجالا ونساء، لم تعد أسلحة العدو الفتاكة قادرة على كسرها.
والسلاح النووي الذي يفخر العدو بامتلاكه لردع أعدائه، لا ولم ولن يستطيع استخدامه ضد شعبنا الفلسطيني عند الالتحام، فعند الالتحام تتعطل كل الأسلحة والترسانات التقليدية وغير التقليدية، ولا يجدي سوى سلاح الشجاعة والإقدام.
الأمر الذي يفرض على قادة هذا الشعب نقل هذه القناعة، وهذه الثقافة، إلى الساحات التي تعج باللاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان وسورية، فضلا عن ساحات اللجوء والشتات، ليشاركونا الأمل والعمل للعودة في يوم قريب.
فشبابنا الذين بلغوا أشد فترات القوة والفتوة، ولدوا تحت القصف، وفي أتون الألم والحصار ورضعوا العزة وخطوا مستقبلهم بالدم على صفحات التاريخ، يرون في أنفسهم الطائفة المنصورة التي بشر النبي صلى الله عليه وسلم. هذه الطائفة المنصورة هي التي أوقفت هجمة التنازل والتفريط في "كامب ديفيد" عبر انتفاضة الـعام 2000 بقيادة أبو عمار.
وها هي الطائفة المنصورة نفسها توقف همجية "صفقة القرن" ومحاولات مسح القضية الفلسطينية، ومعها كل القادة المخلصين، وليس على قيادة السلطة في رام الله إلا الالتحاق بركب المنتصرين، علّها تمسح عنهم عار التنسيق الأمني، ويختم لهم بخير كما ختم للشهيد أبو عمار.