نحن والقوى العظمى

نحن والقوى العظمى

16 ابريل 2018
+ الخط -
أصبح العالم اليوم يعيش تحت وطأة استعمار من نوع جديد، وأقصد هنا بالعالم، نحن الشعوب العربية والإسلامية تحديدا.
هذا الاستعمار في حقيقته احتلال مقنع، هدفه الأول والأخير ابتزاز هذه الشعوب، بجميع وسائل الابتزاز القذر، بدءاً من نزع هويتها الإسلامية إلى نهب ثرواتها والعمل الدؤوب على إغراقهم بالمشكلات الحياتية اليومية، بهدف الإلهاء عمّا يخططوا له، كي تعيش الشعوب العربية والإسلامية، في ذل وخنوع مدى الحياة، بحجة أن هذه القوى العظمى هي بلاد الحرية وحقوق الانسان، وتعمل من أجل مصلحتنا زيفا وبهتانا.
يعتقد بعضهم أنّ محاربة الثورات العربية هي إسقاط نظام جديد جاء بطريق ديمقراطي شرعي، كما حدث مع أول رئيس مدني منتخب لمصر العربية، ونعني الدكتور محمد مرسي.
نعيش الآن في عصر اغتصاب كل الحقوق، ابتداء من الحرية والعيش بكرامة كما خلقنا الله أحراراً، إلى اغتصاب أرضنا ومقدساتنا، لنكون أمام سؤال: لماذا هذه الدول تتحكم فينا؟ ولماذا نعتبرها قوى عظمى؟
أميركا وروسيا ثم الاتحاد الأوروبي، هذه الدول التي نعتبرها نحن قوى عظمى مجتمعة هي قوى مزيفة ضعيفة هزيلة من داخلها وهذه حقيقتها.
الاتحاد الأوروبي، على الرغم من التناحر والعداء الذي كان بين أعضائه على مر الزمن، عمل اتحادا، وأصبح قوى عظمى، وأميركا التي يعتبرها الجميع من دولنا العربية والإسلامية أكبر دولة فى العالم، نشأت وبنيت على النخبة العربية والإسلامية. في المقابل: ماذا نفعل نحن؟ ألا نصنع العداوة والبغضاء بسبب هذه الجاهلية والعنصرية فيما بيننا؟
مصر قلب الأمة العربية والاسلامية، وهي مستهدفة منذ زمن بعيد للقضاء عليها، ولم يفلحوا على مر التاريخ، إلى أن تم زرع عميل صهيوني بارع، خدع الشعب المصري بأكمله، بل وخدع العالم العربي كله بلا منازع، حتى جعلهم يدفعون له الأموال، من أجل بقائه أكبر فترة ممكنة، من أجل تنفيذ المخطط الأميركي الصهيوني الذي طال انتظاره.
جاء هذا العميل البارع بتدمير شباب المسلمين الأبرياء الشرفاء، من أجل خدمة الكيان الصهيونى، بل ومن أجل إنهاء القضية الفلسطينية تماما والقضاء عليها، ثم نهب ثروات شعب مصر من غاز ومياه، والضغط على الشعب، بحجة صندوق النقد الدولي والإصلاحات، فيما المقصود خراب مصر واقتصادها، وإغراق الشعب والدولة بالديون.
إنه مخطط محكم، فمنذ استولى عبد الفتاح السيسي على الحكم بقوة السلاح، وهو يعيش على الاقتراض من هنا وهناك، لا مشاريع ولا تنمية، كى يجعل مصر وشعبها، لقمة سائغة للكيان الصهيوني الذي زرعه من أجل ذلك، وأخيرا يبيع الاّراضي، والأهم تعطيش شعب مصر وحرمانه من ماء الشرب، بالتوقيع والاحتفال ببناء سد النهضة علناً.
وهكذا نجحت هذه القوى العظمى المزيفة، في تدمير المسلمين عن طريق تدمير مصر وشعبها وخيرة شبابها الذين تم زجهم في السجون والمعتقلات، فهم يخطفون قسرياً، يومياً وعلنا، ويقتلون ويقذف بهم إلى الشوارع والطرقات كالحيوانات.
لهذا آن الأوان لكي نتخلى عن المناصب والكراسي الملعونة الزائلة، ونعمل من أجل شعوبنا وإسلامنا، إذ علينا أن نطيع الله والشعب، لا أن نطيع حثالة العالم الذين يتشدقون بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، وهم أبعد ما يكونوا عن حماية حقوق حتى الحيوان.
آن الأوان أن تكون لنا الكلمة العليا بالعالم، ونتحد معاً ونترك العنصرية والقبلية النتنة، وأن نفتح الحدود بين دولنا ونتوسع اقتصاديا واجتماعيا، ونصبح قوة عسكرية واقتصادية واجتماعية لا يستهان بها، فهل نفعل؟
avata
avata
عبد الحكيم المغربي (المغرب)
عبد الحكيم المغربي (المغرب)