اليمن.. ثورة لن تستسلم

اليمن.. ثورة لن تستسلم

25 مارس 2018
+ الخط -
سبع سنوات من مخاض الثورة في اليمن، ثورة شعب طموح للتغيير، ثورة تفكّك بفعلها النظام الاستبدادي القديم، ما أثار حفيظة قوى إقليمية كثيرة، إذ بينت الثورة أن الأنظمة الإقليمية المستبدة والكومبرادو، ليسوا إلا كيانا واحدا يحتمي به الفاسدون والمستبدون والطغاة، سياسيا وعقائديا. لذا اتفقوا على تشديد قبضتهم على الشعب اليمني، خوفا من تحرره.
الزمن كفيل بكشف حجم المؤامرة التي حيكت على اليمن بعناية، أدواتها منا وفينا، نفوس مصابة من مآسي الماضي الاستبدادي وطغيانه العفن، أنانية في مشاريعها الصغيرة، مناطقية كانت أو طائفية، هي الثقوب السوداء التي أوجدها ذلك الماضي، ففخخ بها المجتمع والبلد بصراعات سلبية وثارات وأحقاد وضغائن.
ما يحدث اليوم برهان يؤكد، من دون شك، أنّ التحالف العربي ما هو إلا تحالف لتقويض الربيع العربي، تحالف حماية كيان هذه الأنظمة وأدواتها. وها هم يديرون سيناريو الحرب كعقاب لهذا الشعب الذي تمرّد على هيمنتهم وطغيانهم.
نحن أمام حرب كبرى على اليمن، حرب تدمّر أهم مصادر إعادة البناء والتغيير، حرب ضروس تحطم النفوس وتدمر العقول والبناء، ليبقى الشعب اليمني تحت رحمتهم وأمرتهم، فاقدا للسيادة والإرادة.
بعد أن أوجدت هذه الدول مبررات الحرب، بدأت في تسوية الملعب ليخدم أطماعها، عبر إزاحة كل قوى الثورة الحقيقية وأصحاب المصلحة في التغيير والتحول المنشود والاستقلال والحرية من التبعية والارتهان للخارج بكل أشكاله، بل وصمتهم بكل التهم الكفيلة بتنحيتهم في واقع يسوده الجهل وتؤثر فيه الإشاعة وتحركه النوازع، لتعزز من دور أدواتها، إذ بحثت بين ركاب خرابها عن نقاط الضعف وهشاشة المواقف وعززت الأنانية، فاختارت أضعف القوم وأسوأهم ليتربعون المشهد، فيسهل إدارتهم بالمال المدنس وإغراءات الجاه والنفوذ والسلطة والقوة .
لم يكن الحوثي يتجرأ للقيام بالانقلاب على السلطة من دون ضوء أخضر بذلك، ولن يجرؤ المتمردون على الشرعية في الجنوب، من دون دعم عسكري ولوجستي مباشر. واليوم الصورة واضحة، للدور الذي يلعبه التحالف الذي يفترض به داعما لشرعية الثورة اليمنية والتغيير والتحول إلى دولة اتحادية عادلة في السلطة والثروة كمبدأ، وإذا به تحالفا داعما للثورة المضادة.
حرب شعواء على الشرعية، وتجريف لأدوات التغيير والدولة المنشودة، بغرض إنعاش النظام السابق، بزرع أدواته في الجنوب وتهيئة الساحة له ليتربع العرش، ليسلم له وطن على طبق من ذهب، وذلك في انتهاك صارخ لتضحيات ودماء الشهداء والجرحى والمناضلين والثوار.
نحن أمام واقع لا علاقة له بالتحرر والاستقلال، واقع يجرنا إلى التبعية وفقدان السيادة والإرادة، واقع العنف هو المتصدر فيه، واقع مفخخ بميليشيا صارت عائقا أمام التغيير والتحول المنشود، واقع يعيدنا لحضن المستبد.
ولكن، على الرغم من ذلك، يبقى اليمن ذلك الوطن العريق الذي لم ولن يستسلم بسهولة، نحن إزاء وطن وصف بمقبرة الغزاة والطامعين، لذا سننجو وسينتصر اليمن هذا ما يخبرنا به التاريخ عامة، وتاريخ هذا البلد خاصة.
0947F93D-78B9-48CD-AD98-B7B1A7035584
0947F93D-78B9-48CD-AD98-B7B1A7035584
أحمد ناصر حميدان (اليمن)
أحمد ناصر حميدان (اليمن)