السلفيون وكلام الليل

السلفيون وكلام الليل

22 مارس 2018
+ الخط -
منذ سنوات أربع، وهذا بالطبع من فضل الله والأجهزة الأمنية، لم يحدث في مصر أي شيء يعكر صفو السلفيين مع النظام، بعدما صارت الأحوال أحلى من السمن على العسل، فقد راحت كل المنغصات مع نسيم الليل، بعدما تم علاج كل التوترات التالية:
(1)
انتهت، وإلى الأبد من سنوات أربع، مظاهرات السلفيين أمام السفارة الإيرانية في القاهرة، وفقاً للسنة بجلابيبهم القصيرة البيضاء والطوب والمساويك وزجاجات المسك.
(2)
لم يقم أي سلفيٍّ من سنوات أربع بالاعتداء على أي ولد وبنت، أو ولد وخطيبته أمام حديقة الأسماك أو الحيوان أو الأورمان أو كورنيش النيل بتاتاً.
(3)
لم يقم أي سلفي بأي مظاهرة من أجل (أختهم كاميليا).
(4)
لم نسمع من سنوات أربع عن هدم أي ضريح لشيخ أو لولي من أولياء الله الصالحين، سواء ضريح الحسين أو ضريح الشيخ "أبو ستة".
(5)
لم نسمع عن مقتلة بالسنج ما بين أخوة السلف والشيعة في مصر أبداً من سنواتٍ أربع. فأين ذهبت "بودرة العفريت" التي كانت السبب عن كل هذه المقاتل؟
(6)
لم يعترض سلفي واحد على الخطبة الموحدة، بمن فيهم ياسر برهامي، فهل كانت خطبة أوس بن مهاجر في مكة هي خطبة زيد بن عثمان القحطاني نفسها، عن فضل التبرع بجلد الأضحية لمصانع القوات المسلحة؟
(7)
هل الدعاية بآلاف اللوحات السلفية لرئيسٍ حليق تتساوى في كفة حسناتها مع الانقلاب على رئيس منتخب شرعي، وكانت له لحية وفي صدره كثير من آيات الله؟
(8)
وهل يجوز لمحمد بن سلمان، السني الوهابي الموحد المزمزم لكل ملابسه حتى العباءة، أن يمر بمصر على كنائسها والمساجد الفاطمية فيها ويعمرها بالملايين، من دون أن يمر على دار الخلافة السنية في حزب النور؟
(9)
أما عن غناء تامر حسني في شعاب مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهو الذي فرّ من الجندية يوم الزحف، علاوةً على صدر قميصه المفتوح وسط بنات العرب، فأترك أمره لزريات، ولو كان حاضراً لاستنكاره.
(10)
أما رفع ضريبة العمرة والحج، فسوف نسأل فيهما بعض الأئمة، كعلي جمعة، وفي انتظار رأي الشيخ ياسر برهامي، كما أفتي بقبول الديات في "رابعة العدوية".
(11)
أما عن حصار قطر، فهل يجوز حصار شعب جلّ سكانه من المسلمين، ويحجون إلى بيت الله الحرام كل سنة ويصومون؟، وكل ملابسهم بيضاء؟
(12)
وأخيراً، هل زيارة محمد بن سلمان دار الأوبرا المصرية، وهي معلوم للكافة أن المعازف بكل أنواعها بها، من الجيتار إلى الأورج إلى العود الفارسي إلى الباليه (وما أدراك ما الباليه وخفّة ملابسه ورقّتها)، فهل يترك الشيطان قلب المؤمن نظيفاً، وينفع بعدها أن يكون إماماً للمسلمين في بطحاء مكة، بعد كل هذه المعازف واللهو، ومن دون حتى أن يقصر الجلباب؟.
720CD981-79E7-4B4F-BF12-57B05DEFBBB6
عبد الحكيم حيدر

كاتب وروائي مصري