أبو ظبي وسايكس بيكو جديد

أبو ظبي وسايكس بيكو جديد

03 فبراير 2018
+ الخط -
ما تقوم به إمارة أبو ظبي، وحاكمها الفعلي محمد بن زايد، هو مخطط سايس بيكو جديد للمنطقة العربية. هي الآن تقوم بتجزئة ما تبقى من الأمة العربية لصالح الغرب والصهاينة، والدلائل على هذه الخطة الخبيثة كثيرة وظاهرة لجميع البشر.
منذ تولى هذا الفتى المغرور والمراهق والمتهور، والعدو لكل ما هو عربي وإسلامي، والمشكلات والأزمات، تحل على الدول العربية، الواحدة تلو الأخرى، وكأنه أصبح ناقلا لفيروس معد، اسمه تقسيم الدول العربية وتشتيتها.
بعد الربيع العربي، وجد ضالته، وأصبح يقود الثورة المضادة في كل الدول التي مسّتها رياح التغيير، فهو من دعم عبد الفتاح السيسي، من أجل القضاء على حكم الإخوان المسلمين الذي يعتبر (في نظره) جماعة إرهابية خطرة على مصر وكل الدول العربية.
الرز الكثير الذي أغدق به على السيسي وعصابته، يكفى لإطعام كل جوعى إفريقيا، لكن العصابة الحاكمة في مصر التهمت كل الرز، ولا حسيب ولا رقيب. المهم القضاء على حكم "الإخوان المسلمين"، على الرغم من أنهم وصلوا إلى الحكم بطريقة ديمقراطية وشفافة ونزيهة، شهد لها العدو قبل الصديق.
بعد مصر، توجه بن زايد إلى تونس، وساعد الباجي قايد السبسي ضد المنصف المرزوقي، وصبّ لهم في حساباتهم كثيرا من الرز من أموال زكاة الإماراتيين، واستطاع القضاء على حلم المرزوقي في تونس، لأنه في نظره خطر على الوطن العربي لما يمثله من أفكار ديمقراطية وحقوقية، وهذا يزعج حاكم أبوظبي الذي لديه حساسية بشأن كل ما هو ديمقراطي. وما زال بن زايد يعبث باستقرار تونس التي لقنته درسا، عندما منع تونسيات من ركوب الطائرات الإماراتية، واشترى بعض الإعلاميين الذين يبيعون ذمتهم لكل من يدفع أكثر، حتى ولو على حساب مبادئهم وبلدهم.
بعدها، عرج على ليبيا ودعم الجنرال الفاشل والفاشي، خليفة خفتر، وعليكم أن ترجعوا إلى التاريخ من أجل أن تعرفوا بطولاته في معركة واد الروم مع تشاد، وهو عميل للمخابرات الأميركية، وهو الآن يقصف الليبيين بطائرات إماراتية مصرية حتى يفشل اتفاق الصخيرات، ويجعل ليبيا دولة فاشلة ومقسمة بين شرق وغرب، بين خفتر والمجلس الوطني الانتقالي الليبي.
ثم حول بن زايد بوصلته نحو اليمن الجريح، ودعم مليشيات عيدروس الزبيدي الذي يمثل المجلس الانتقالي الجنوبي ضد قوات الجيش الوطني اليمني، واحتل الأماكن الحساسة في اليمن من جزر وموانئ في الجنوب، ولم يكن همه محاربة الحوثيين وإرجاع حكم الشرعية إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، وما الإنقلاب الذي حدث هذه الأيام ضد قوات الحماية الرئاسية في عدن، وقصف مقر اللواء الرابع بطائرات إمارتية، إلا من أجل تسهيل احتلاله من مليشيات الزبيدي وجماعته. أما شريكه المراهق محمد بن سلمان، فهو الآن منهمك وعاكف في إنشاء لعبة جديدة تجعل منه بطلا في الألعاب الإلكترونية، وذلك من خلال ظهوره فيها وهو يعطي الأوامر لقادة الجيش السعودي، وهم يحتلون اليمن من دون طلقة واحدة من الحوثي وأعوانه.
لم أذكر هنا الأزمة مع قطر التي تبدو في نظرهم أزمة صغيرة جدا، فحاكم أبو ظبي هو الكاتب والمخرج والممثل والقرصان والمقرصن من أجل القضاء على دور قطر في المنطقة العربية وتأديبها على مساندة الثورات العربية. وتحتاج هذه الأزمة كتبا ومجلدات لبيان حقيقة مؤامرة حاكم أبوظبي على قطر، لكن الحمد لله استطاعت قطر تمريغ أنف أزلام إمارة أبوظبي، وأظهرت كم هي كبيرة جدا في تصرفاتها ودبلوماسيتها وأخلاقها عكس محاصريها المراهقين والمغرورين والمقامرين ببلدانهم وأموال شعوبهم.
من أجل هذا كله، علينا الحذر ثم الحذر من أي تدخل إمارتي في أي دولة عربية، فهي تنفذ مخططا قديما في تقسيم العرب إلى دويلات وكانتونات صغيرة، حتى يسهل التحكّم فيهم وفي مقدراتهم أكثر مما نحن فيه، وهل نحتاج هوان أكثر مما نحن فيه؟ لكن سوف تفشل كلّ مخططاتها، لأن هذا أكثر من إمكانياتها وقدراتها وحجمها، فهي تحتاج دائما لحماية الدول الأكبر منها، ولن ينفعها مالها ولا دحلانها في هذا الأمر. وأخيرا سوف ينتصر العرب ضد كل مخطط شرير، سواء من الشقيق أو العدو أو الصديق.
1BDC0B6D-8FE6-4FE8-BB29-D2E52712CB9D
1BDC0B6D-8FE6-4FE8-BB29-D2E52712CB9D
مجاهري شريف (الجزائر)
مجاهري شريف (الجزائر)