توقعاتك.. مصيرك

توقعاتك.. مصيرك

17 فبراير 2018
+ الخط -
يحمل كل يوم في حياتنا بداية جديدة، يمكننا الاستفادة منها لتحقيق إنجاز لا مثيل له. الأمر اللافت للنظر أن بعضهم يمزق أوصال أيامه بالأفكار المحبطة، ويستخدم شعارًا ما في حياته يضعه في زاوية مظلمة؛ فلا يبصر الفرص التي تمر بين يديه.
الهدف الذي تريد أن يكون ركيزة نجاحك في الحياة لن يأتي في غمضة عين، وهو هدف استراتيجي، وعليك أن تضع أهدافًا تكتيكية تخدم الهدف الاستراتيجي، وتضع كذلك أهدافًا قصيرة تخدم الهدفين. تمثل الأهداف القصيرة نجاحات يومية تزودنا بالطاقة، لإحراز التقدم، وتدفعنا إلى مواصلة تحقيق الهدف التكتيكي، وبالأخير ننجح في بلوغ الهدف الاستراتيجي.
لو قلنا إن نجاح الطالب، في نهاية العام، هدف استراتيجي؛ فهو يجتاج أهدافا تكتيكية، ممثلة في تحقيق أعلى الدرجات في الفصلين الدراسيين، وفي الوقت نفسه، يحتاج لإنجاز أهداف يومية قصيرة تشعره بالرضا عن نفسه، وترفع من إقباله على الدراسة بشكلٍ أكبر. هذا الطالب إن وضع النجاح نصب عينيه؛ فإنه سيبذل ما في وسعه لتحقيق النجاح، وإن كانت توقعاته لنفسه متدنية؛ فإن مصيره سيتوافق لا محالة مع توقعاته.
توقع لنفسك مستقبلًا أفضل، وابذل مجهودًا متواصلًا يساعدك على تحقيق توقعك. قانون التوقع من أشهر قوانين العقل الباطن، وينص على أن ما نتوقعه هو ما نحصل عليه؛ فلتكن توقعاتنا إيجابية. كان دعبل الخزاعي ينظر إلى الأمور بسوداوية، وكثيرًا ما ردّد على مسامع الناس قوله: "أنا أحمل خشبتي على كتفي منذ خمسين عامًا، لم أجد أحدًا يصلبني عليها"، كانت توقعاته لنفسه شديدة التشاؤم، لكن توقعاته قادته إلى نهايته. كان المصير الذي لاقاه دعبل محتومًا لرجلٍ توقع لنفسه الشر؛ فتحقق له توقعه! أسرف دعبل في هجاء خلفاء بني العباس؛ وساقت له الأقدار من قتله وصلبه على خشبته. تمضي عجلة الأيام، ويتوقع شكسبير أن يُسرق جسده من قبره؛ ويكون له ما توقعه ويُسرق الجثمان مرتين.
لتصل إلى النجاح، أنت بحاجة لأهداف قصيرة المدى ومتوسطة المدى (تكتيكية) وأخرى بعيدة المدى (استراتيجية). ومع هذه الأهداف تحتاج توجُّهًا ذهنيًا إيجابيًا يتلخص في توقعك الإيجابي. بساعدك التوقع الإيجابي على التصرف بدافعيةٍ أكثر تفاؤلًا، ويعزز فرص نجاحك. حصِّن نفسك من الفشل والإحباط والمثبطات، افعل ذلك بنفسك، لأن نجاحك مرهونٌ به. استثمر كل يوم في تحقيق نجاح ولو بسيط؛ فهذا أدعى إلى أن يشجعك لتحقيق ما هو أكبر؛ لتصل في النهاية إلى الهدف الاستراتيجي في حياتك.
قصص النجاح في هذا العالم تفوق الحصر، كما أن خيبات الأمل أيضًا كثيرة، والفارق الرئيس بين النجاح والفشل يكمن في قوه التوجُّه أو ما نشير إليه بالتوقع؛ فالتوقع الإيجابي يدفعك إلى حضور دورة أو ورشة عمل أو قراءة كتاب، في حين أن التوقع السلبي يقودك إلى قتل الوقت أمام شاشات "البلاي ستيشن"، أو دخول عالم المخدرات أو غيره ذلك. القرار لك وحدك؛ فالكبار لم يصلوا إلى النجاح بمجرد التمني، بل كانت كل خطوة تقرِّبهم من الهدف الذي عرفناهم من خلاله.
الكلمات الإيجابية البسيطة تصنع فرقًا مؤثرًا في حياتنا؛ فتوقع لنفسك الخير، وتصرف على هذا الأساس. إن كان حولك من يقلل من أهمية حلمك أو هدفك؛ فلا تسمع له وامض في طريقك. احرص على بلوغ هدفك، مهما بذلت من مجهود؛ فالعظماء يبذلون مجهودًا لا يبذله غيرهم، ويصلوا بعد فترةٍ من هذا التعب والعناء إلى نجاحٍ لا يحلم به الكسالى. لا تتنازل عن أهدافك، لمجرد أن غيرك فشل في تحقيقها؛ فأنت نسخة لم ولن تتكرر. توقعاتك تحدد مصيرك؛ فالتوقعات تشيِّد النجاحات.
D14DCC9E-4695-4E3F-AF5D-957B3D79F68C
D14DCC9E-4695-4E3F-AF5D-957B3D79F68C
محمد الشبراوي (مصر)
محمد الشبراوي (مصر)