حسناء التطبيع

حسناء التطبيع

08 نوفمبر 2018

وزيرة الثقافة الإسرائيلية في ضيافة أبو ظبي

+ الخط -
تجمع صورة العرس بين وزيرة الثقافة والرياضة وجاكي شان الإماراتي، رئيس فريق الجودو والكرم، الذي جاد رئيسه على مصر وسورية وليبيا وتركيا بالانقلابات والمؤامرات والمذابح الصافية، وعلى أبناء العم بحمر النعم والجودو. للسيدة الليكودية والمتحدثة السابقة باسم الجيش الإسرائيلي، السيدة ميريام ريغيف، المولودة من أب مغربي وأم إسبانية، مواقع مشهودة في إهانة المسلمين واليهود السود، بهجائها الأذان والمسلمين، واحتقارها الفلاشا. وقد اضطرت إلى الاعتذار من السودانيين، ومن مغني الراب تامر نفار الذي غنّى "سجل أنا عربي" في مهرجان أوفير للإنتاج السينمائي، لكنها لم تعتذر عن رسم المسجد الأقصى أسفل تنورتها، في مهرجان كان. وقال زميل ساخرا: لعل تنورتها مباركة أيضا. يقول أمل دنقل:
(تلبس/ فوق دمائي/ ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟/ إنها الحربُ/ قد تثقل القلبَ/ لكن خلفك عار العرب/ لا تصالحْ/ ولا تتوخَّ الهرب). الصورة تظهر فحولة العروس الأنثى الإسرائيلية، وحياء العروس الذكر العربي على غير المعهود من طبائع الأشياء والنفوس والتقاليد. وهذا صحيحٌ نحويا، في لسان العرب: يُقَالُ لِلرَّجُلِ عَرُوسٌ كَمَا يُقَالُ للمرأَة. ومن الأعلام رئيس اتحاد كتاب عرب سابق كان يجمع عرسي المقاومة والمطامنة على وسادة اسمه. وكنت أسرُّ بمصطلح الأعراس الذكرية والأعراس الأنثوية في مادة علم الحياة أيام الثانوية. وهو صحيحٌ سياسيا أيضا في هذا العرس الديمقراطي في الجملكيات العربية التي لا يتغير فها العروس الذكر، وهو عقيم.
الذكر مغضٍ في الصورة الثابتة، كالعذراء في خدرها، يا أرض احرسي ما عليك. والأنثى الفحل إذا جاز التعبير والتعتير، رافعةً رأسها في الليلة الكبيرة في "أم ظبي". الذكر يرتدي زي العروس الأبيض والأنثى ترتدي زياً كحليا. السفور والظهور مقابل الاحتشام والضمور. يقول المثل المصري في مقام التهديد: "ح أخلي ليلتك كحلي"، ويذكّر المصري الليلة تذكيرا. ثياب العروس الأنثى تكشف "عضلاتها"، وساقاها متصالبتان على شكل مقص، وقد ظلّلتها صحف الإمارات حرصا على التقاليد والعدِّة (يا خويا). والعروس الذكر، متوارٍ من الخفر والاستحياء وراء النضد في الجهة اليسرى من الصورة، فهي ليلة الدخلة. الحياء شعبةٌ من الإيمان. أول مرة نرى وحشا خجولا في تاريخ الوحوش، وحسناء متوحشّة.
تضم الأنثى بين يديها الاثنتين يد العروس الذكر الحيي، جاكي شان بقوة، وتتشبث بها، وعيناها باسلتان." يدبّ" فيهما الرصاص، كما قال أحمد زكي لهالة صدقي في فيلم البريء.
غريبٌ اسم العروس الأنثى، مشتقٌّ من اسم مريم، لعله قناع. كنيتها تعني كتلة التراب، وتقول شروحات "غوغل" عن معناها: كل ما هو أرضي وحقير، وشروحاتٌ أخرى تقول: معناها الإنسان الغبي الأحمق، وقد تصرّفت تصرفاتٍ حمقاء معروفة.
أمام العروس الذكر صاحب الثياب البيضاء باقة ورد، الباقة في محلها الصحيح. وسنُّ العروس ذات اللون الكحلي يبدو أكبر من سن العروس في الثياب البيضاء، وهو ما تحمده العرب عادةً، فعمر الذكر الجنسي أطول من عمر الأنثى. أسنان العروس وأنيابها ظاهرة وبارزة، فلا تظننَّ أنَّ الليث يبتسم. بلاد الشام تسمّي سندويشة الزعتر للأولاد عروسا، كأنَّ الأسرة تدرِّب الولد على ليلة الدخلة والافتراس.
صاحبة الثوب الكحلي تضع ساقا على ساق، فيما هو الفارياق. حركة الجسد تقول إنها واثقةٌ، سعيدةٌ بالعرس، في طرفها حور، في حين أن نظر صاحب الثوب الأبيض إلى الأسفل. صاحب الثوب الأبيض، السعيد بالعرس أيضا، وإكمال نصف الدين، حليق. وكان حكّام السعودية قد وجدوا حلا لمشكلة وصمة اللحية الإسلامية، فابتكروا السكسوكة، وهي ربع لحيةٍ، علامةً على الذكورة، وهربا من اللحية وعارها في عالم الحداثة الغربي. لم يسبق أن ظهرت شخصيةٌ سعودية رسمية من غير شعر في الوجه إلا عادل الجبير، فأنعم به وأكرم.
يقول أمل دنقل: هل ترى/ هي أشياء لا تشترى. ويتابع: ما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّين/ (في شرف القلب)/ لا تنتقص/ والذي اغتالني مَحضُ لصْ". المجد للمقص.
هذه صورة تنقصها قبلةٌ مثل قبلةِ آخر الأفلام في سينما السبعينيات، ونذكر منها فيلم "حب وكارتيه" لزياد مولوي وإغراء، فالشيء بالشيء يذكّر، ويؤنِّث أحيانا.
ليلتنا كحلي وحمراء طويلة.

دلالات

683A43FF-D735-4EBA-B187-3AC9E42FAE32
أحمد عمر

كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."