متى يتحقق الأمن في إدلب؟

متى يتحقق الأمن في إدلب؟

16 نوفمبر 2018
+ الخط -
يتوقع أشد المتفائلين من الوضع الحالي في مدينة إدلب أن تنتهي فترة الفوضى، والانفلات الأمني في مُدة لا تقل عن عشر سنوات، نتيجة الوضع الراهن الذي يُنذر بمخاطر جمّة على كل الأصعدة.
إن تمّ تنفيذ المُخططات والاتفاقيات التي أبرمت في ظلّ المؤتمرات التي عُقدت من أجل إدلب، فهذا يُعتبر مؤشرا إيجابيا لتغيير واقع إدلب المنهار، والذي يعاني من مشكلات عدة، أبرزها مسألة الأمن الذي يغيب عن المنطقة منذ سنوات، ومن دون وجود أي حلول لهذه المسألة التي تعد من أبرز المشكلات وأخطرخا التي يعاني منها الشعب في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. وتندرج ضمن مشكلة الأمن في إدلب مسائل عدة، أبرزها انتشار ظاهرة السلاح والسرقة والخطف وانعدام السلطة والمؤسسات والتنظيم.
وتبدأ حلول معضلة الأمن بسحب الأسلحة من العامة، وتشكيل مؤسسات أمنية تعمل تحت نظام تضعه لجانٌ مختصة بالحماية والانضباط والتنظيم، فمسألة انتشار السلاح باتت تشكل خطرًا كبيرًا، ليس فقط على المدنيين في إدلب، بل على المنطقة برمّتها، فهي تعدّ ذريعة لتدخل الغرب في منطقتنا، بحجة نزع السلاح ونشر السلام، وبالنسبة لحماية المدنيين من النظام، فيؤخذ بالاعتبار تشكيل فرق دفاعية مُنظّمة، مهمتها حماية الثغور والجبهات، وتكون مُنظّمة ومُدرّبة كي تقوم بواجباتها على أكمل وجه.
ظاهرة السرقة والخطف منتشرة بشكل كبير، وأصبحت من الأخبار المتداولة بين السكان يوميًا، إذ لا يخلو يوم من دون ورود أخبار عن جرائم سرقة ونصب وخطف واحتيال، في أغلب بقاع إدلب، فيجب وضع خطط وحلول لمعالجتها، والحد منها كي لا تصبح من العادات والتقاليد، وكي لا تصبح أمرًا اعتياديًا بين الشعب، وخاصة فئة الناشئين والشباب.
بات همّ المدنيين العيش بسلام، بعيدًا عن ضجيج الحرب ومشاهد الدمار وشبح الموت والفوضى وانعدام الأمن، وهذه الأمور من أبسط متطلبات الحياة، لكنها في منطقة إدلب؛ هي من أحلام الشعب التي تتحقق في مخيلتهم فقط، في ظل نوم المجتمع الدولي وغياب الإنسانية، على الرغم من تبجُّح أغلب الدول بها، فهل سيتحقق الأمن في إدلب، ويكون أمان للشعب، بعد فقدانه أكثر من سبع سنوات، أم ستبقى الفوضى والانفلات الأمني سيد المنطقة، في ظل انعدام الخريطة والقرار الدولي النهائي بشأن إدلب؟
C485E53A-04C1-4639-A2DC-C400BB35D0B7
C485E53A-04C1-4639-A2DC-C400BB35D0B7
مصطفى طه باشا (سورية)
مصطفى طه باشا (سورية)