فوازير مصرية لا يفكّها سوى القط

فوازير مصرية لا يفكّها سوى القط

25 يناير 2018
+ الخط -
(حسني مبارك وابنه في القصر، ومحمد مرسي وابنه في السجن).
على الرغم من أن محمد مرسي لم يحكم 30 سنة، ولا ابنه كان أمينا عاما للحزب، ولا متهما بقضايا تتعلق بإفساد الاقتصاد المصري في البورصة، وليس له في أرض الطيّارين سهمٌ ولا خرّوبة، ولا تبخّرت من خلف ظهره الملايين من كوادر حزبه، وكأنهم بضاعة أتلفها الهوى.

(أين ذهب عيال الشوارع والكولّة في ميدان التحرير)
مئات منهم كانوا يحاصرون فندق سميراميس بالأيام، والشرطة تناكف، والحرب مستمرة، وسباع الكوبري حزينة على هيبة الجنود المساكين، وتموت من الضحك من تحت لتحت.

(ليلة كفّ البدوي)
شرطة ومخابرات ترصدان ليلا قتلة الصحفية ميادة أشرف بالعشرات في عز الظلام الدامس، ولا تستطيع أن ترصد من يضرب رئيس أكبر حزب شعبي في تاريخ مصر، وفي قلب ميدان التحرير "على قفاه"، شيء يجعل "قلة الماء" تضحك وتكركر من شدة الدلع والشماتة، إن كانت لا تحب البدوي بالفعل.

(25 – 30)
كيف استطاع ذلك القرد أن يُطعم غزالة ولبؤة من لبنه، ويجعلهما يرقصان في المكان نفسه، في ميدان التحرير، ويرمي على الأولى الرصاص وكسر الرخام، ولا يسجن فردا ساعة واحدة، على الرغم من مئات الشهداء والشهود، ويرمي على الثانية الغسالات والثلاجات والعطور؟ ويقنع الناس بأن الغزالة هي أخت اللبؤة من الرضاعة على الأقل.

(رامي لكح)
سيظل لغزا.

(محمد أبو حامد)
لم يعد لغزا، وهذا مريح. وعلّه ما زال يحتفظ بطلقات الخرطوش، أو علّه سلّمها لوزارة الداخلية من سنوات.

(قاضي تبرئة مبارك محمود الرشيدي وقاضي إعدام مرسي شعبان الشامي)
الأول، وهو محمود الرشيدي صاحب المقولة الشهيرة "عودوا إلى مقاعدكم"، لم تفارق الابتسامة وجهه طوال أيام المحاكمة، ولولا الخجل من الناس لأخذ في يده دستة جاتوه إلى مبارك. والثاني، وهو الشامي، وكأنه قد جيء به، بعد ما تم خلعه بساعة من ليلى علوي مثلا. الأول، وهو الرشيدي، يكاد أن يقول لمبارك "حضرتك"، أو لعله قالها بكلمات أخرى. والثاني، وهو الشامي، من عينيه يطقّ الشرار والغضب. الأول، وهو الرشيدي، يكاد أن يرسل الأسئلة إلى مبارك مع أطفال الجنة بالزهور على أطباق من ذهب. والثاني، وهو شعبان الشامي، ليس أمامه لا أسئلة ولا يحزنون، فقط في جيبه علبة النشوق مع حكم الإعدام.
أبعد هذا الضحك كله تسألني أيضا عن "القط"؟