من وراء الإحتجاجات في تونس؟

من وراء الإحتجاجات في تونس؟

15 يناير 2018
+ الخط -
من المستفيد من تدهور الوضع الأمني في تونس؟ من المستفيد من زعزعة المشهد السياسي في تونس؟ هل هذا نتاج لبوادر الطلاق بين حركة نداء تونس وشريكتها في الحكم حركة النهضة؟
لماذا في هذا الوقت بالذات، خصوصا إذا ربطنا المشهد الداخلي بالمشهد السياسي الخارجي والعالمي: تحالف مصري إماراتي لدعم خليفة حفتر في ليبيا على حساب أمن البلاد واستقرارها، ما أثر على الأمن القومي التونسي واستقراره، محاولات بائسة لإحداث فوضى في الجزائر ووقوف الجزائر صامدة ثابتة، والتفافها حول تونس وثورتها وحماية الحدود والدعم اللوجستي والإستخباراتي لتونس، والذي فضح مؤامراتٍ عديدة كانت تحاك ضدّ تونس.
تونس التي كانت حالتها أفضل من أخواتها (مصر واليمن وليبيا وسورية) بعد الربيع العربي، وذلك على الرغم من الثورات المضادة التي حيكت، وأريد منها نسف التحول الديمقراطي والاستحقاقات السياسية التي حققتها تونس، على الرغم من الصعوبات والعراقيل والمؤامرات التي حيكت وتحاك ضدنا.
أصحاب المؤمرات هم من يدعمون العسكر ضدّ الرعية في مصر، ودعم حفتر ضدّ الحكومة المعترف بها دوليا، ونجل علي عبد الله صالح واحتضانه على أراضيهم، واختطاف الشرعية في اليمن، ودعم أحزاب في تونس بعينها ودعوة الجيش في فترة ما للإنقلاب على نتائج الإنتخابات... هؤلاء هم من يقف وراء هذه الأحداث في تونس، ويعاقب تونس على مواقفها الثابتة:
أولا، موقف تونس من الأزمة الخليجية، وعدم قطع علاقاتها بدولة قطر الشقيقة، وعدم التجاوب مع دول الحصار وفي مقدمتها دولة الإمارات. ولعل ما يؤكد ذلك أزمة منع التونسيات من السفر على خطوط الإمارات، وهذا إحدى وسائل الضغط على تونس.
ثانيا: استقبال تونس الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، وتوقيع اتفاقيات مشتركة عديدة، ما قطع الطريق على الإمارات حول تغيير موقف تونس من تركيا.
ثالثا: موقف تونس الثابت من الجزائر، واعتبار أمن تونس من أمن الجزائر، وأنه لا يمكن فسح المجال للمساس بها.
رابعا: وجود أحزاب وبيادق إعلامية ومثقفين مأجورين وأقلام وأفواه فاسدة يمكن شراء ذمتها بالمال، كما حدث ويحدث في مصر وليبيا واليمن وسورية، وبالتالي لا يمكن عزل المشهد التونسي عن المشهد الدولي والعالمي.
الإحتجاجات على الزيادات فرصة لمن يقفون في صف مشروع الإمارات في تونس، للأخذ بزمام المبادرة والأمور. لكن يبدو أنهم نسوا أننا شعب موحد يصعب تفكيكه، وأننا حققنا بوعينا الوفاق الوطني، على الرغم مما تسبب فيه من أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية.
72C9A82E-E6AE-4A2E-8BAC-B8DD352326AD
72C9A82E-E6AE-4A2E-8BAC-B8DD352326AD
أحلام رحومة (تونس)
أحلام رحومة (تونس)