فضائية الكتاب... نهاية رجل شجاع

فضائية الكتاب... نهاية رجل شجاع

11 يناير 2018
+ الخط -
بعد أن عقدنا جلسة مع مجلس أمناء الجامعة الإسلامية ومجلس إدارة قناة الكتاب الفضائية في غزة، تم إبلاغنا رسميا بانتهاء عقود عملنا في قناة الكتاب، وأنّ الإدارة غير قادرة على توفير فرص عمل لنا، سواء في الجامعة الإسلامية أو الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية.
لست قادرا على التعبير عن المشاعر القلقة والحرجة التي مررنا بها في أثناء الاجتماع رفقة الزملاء، وهم يتلقون قرار إلقائهم في الشارع بعد ثماني سنوات من الخدمة في صرح إعلامي وأكاديمي، يشهد له القريب والبعيد بمهنيته واستقلاليته ووحده كلمته. فنحن اليوم، ندفع ثمن وحدتنا واستقلاليتنا، خسارة جديدة يتكبدها الإعلام الفلسطيني، في ظل ظرف صعب، يحتّم أن يكون فيه الإعلام قويا منه، وخاصة في هذه الظروف السياسية الصعبة التي يمرّ بها شعبنا الفلسطيني.
قناة الكتاب كانت العلامة الفارقة في تغطية صفقة وفاء الأحرار، قناة الكتاب كانت صاحبة الصورة الأقوى في حرب 2012 عندما خاطر مصوروها بالتقاط صورة الصحفيين من قناة الأقصى، وقد اشتعلت النيران بسياراتهم، قناة الكتاب كانت إلى جانب الأكاديميين والطلاب والفنانيين والرسامين والموهبين.
فضائية الكتاب عاشت 51 يوما من حرب 2014 في مجمع الشفاء الطبي، تنقل المصاب الجلل الذي يتعرّض له أبناء شعبنا. كنا في كل بيت وفي كل شارع وفي كل حارة، نحن نرافق أبناءنا الناجحين في الثانوية العامة، ونرصد فرحتهم، الكتاب من قامت بتغطية كل تفاصيل الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
كانت القناة تقول السيد الرئيس محمود عباس أبو مازن، والسيد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، كانت تسمّي الأشياء بمسمياتها، كانت قناة فلسطينية بامتياز، تؤمن بأنّ الوحدة الوطنية قاب قوسين أو أدنى، لها نهج أكاديمي وأخلاقي ومهني، انطلقت من خلاله. اليوم تدفع ثمن ذلك من خلال توقف بثها على القمر الصناعي "نور سات" بسبب الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها الجامعة الإسلامية، فقد تم توقيف بث القناة في 4-12-2017، وغابت للمرة الأولى عن الشاشة منذ انطلاقه عملها في 2010. فقدت القناة أحد أبنائها شهيدا خلال عدوان عام 2014، وأصيب آخرون في استهداف طاقم العمل شرق مدينة غزة، كما تدمرت بيوت عاملين فيها خلال الحرب.
كانت قناة الكتاب العنوان الأوحد لأسر فلسطينية ضاقت بها الأرض بما رحبت، من خلال إيصال صوتهم ومناشداتهم إلى المسؤولين وصناع القرار وتقديم يد العون والمساعدة لهم. دخلنا كل بيت ورسمنا البهجة والفرحة على وجوه الأطفال والنساء.
اليوم نفقد وسيلة إعلامية وصوتا خفاقا، كان دائما يصدح في فضاء الإعلام الفلسطيني والعربي، ينقل هموم المواطنين في الضفة الغربية، ويتابع باهتمام الاقتحامات اليومية للمستوطنين باحات الأقصى المبارك. كنا لسان المحللين السياسيين والناطقين والمؤسسات المدنية والمجتمعية ورسالة ذوي الاحتياجات الخاصة.
كانت فضائية الكتاب تقول إن للريادة أصولا، كانت شاشة الكل الفلسطيني. إلى اللقاء: أُسدلت الستارة عن قناة الكتاب الفضائية التي كانت تبث برامجها من غزة، وأصبحت من الماضي.
8981FDE1-0454-4CBC-894E-2351C53A26E0
8981FDE1-0454-4CBC-894E-2351C53A26E0
أشرف أبوخصيوان (فلسطين)
أشرف أبوخصيوان (فلسطين)