وطن ثلاثي الأبعاد

وطن ثلاثي الأبعاد

17 اغسطس 2017
+ الخط -
جولة قريبة لمستشاري الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في المنطقة، والقيادة الفلسطينية تترقب النتائج والإجابات على الأسئلة التي وجهتها إلى الإدارة الأميركية الجديدة بشأن التفاوض واستمرار عملية السلام.
ألقى الرئيس محمود عباس الحجر في بئر المياه أخيرا، وينتظر ردّات الفعل الفلسطينية والعربية بشأن عقد المجلس الوطني الفلسطيني، وانتخاب قيادة جديدة لمنظمة التحرير، تتخذ خطوات جديدة وقوية وأكثر جرأة على صعيد مستقبل الصراع مع إسرائيل من جانب، أو ربما التفكير في حل السلطة الفلسطينية وإغراق قطاع غزة وحركة حماس بمزيد من الإجراءات العقابية. ولكن حماس، وبعض الفصائل في قطاع غزة، لا تنتظر أن تؤكل مرتين، فهي تسعى إلى تسريع عجلة التفاهمات في القاهرة، من أجل ضمان خط النجاة من إجراءات الرئيس أبو مازن، ولتكن من أدوات الضغط السياسي على الخصم السياسي أبومازن، ولو على الأقل محاولة منعه من عقد المجلس الوطني الفلسطيني.
أصدرت فصائل فلسطينية بيانات تدين فيها دعوات عقد المجلس، وينتظر آخرون انعقاده بلوعة ولهفة كبيرة، لأنه سيمكّن أحزابا صغيرة منتمية لمنظمة التحرير من إنعاش جيبها على حساب الفصائل المقاومة والفصائل الكبيرة غير المنتمية للمنظمة. هذه الحرب التي تدور الآن في الخفاء في أروقة السياسة والسياسيين الفلسطينيين، فمن سيصبح عضوا في المجلس الوطني؟ ومن يصبح عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير؟ ومن سيلحق بركب التفاهمات المصرية الفلسطينية من أجل مكاسب سياسية واقتصادية؟ ومن سيقف مع الرئيس عباس من الأحزاب في تلبية دعوته إلى انعقاد المؤتمر الوطني وانتخاب منظمة جديدة؟ ومن سيقف مع الممانعة في رفض الانعقاد؟ وأي من الدول العربية أو الأجنبية سوف تستضيف المختلفين الفلسطينيين الذين يمثلون مصالح مصر، السعودية، قطر، الإمارات، إيران، تركيا، الأوروبيين، الأميركان.. نحن في معادلة صعبة، وموقفنا وصناعة قرارنا كما ترون تتحكم بها القوى العربية والدولية، وليست القيادات الفلسطينية إلا إذا أثبتوا غير ذلك.
والمواطن الفلسطيني ينتظر أن تتحسن ساعات وصل الكهرباء من أربع ساعات إلى ثماني، أن يستمتع بالاستجمام على شاطئ بحر غزة من دون أن يستنشق مزيدا من رائحة المجاري، أن ينعم بأكله شهية من الأسماك البحرية بأسعار مناسبة، أن يتنقل مواطنو مدينة رام الله إلى الخليل من دون المرور على الحواجز الإسرائيلية، أن تقطف العائلات الفلسطينية في الأرياف في مدن الضفة الغربية أشجار الزيتون كل عام من دون مضايقات المستوطنين، أن تنتهي معاناة تجار مدينة القدس من ضريبة الأرنونا، أن يفتح معبر رفح البري أمام حركة المسافرين في غزة.
8981FDE1-0454-4CBC-894E-2351C53A26E0
8981FDE1-0454-4CBC-894E-2351C53A26E0
أشرف أبوخصيوان (فلسطين)
أشرف أبوخصيوان (فلسطين)