اليمن.. تعطيل الدولة الوطنية

اليمن.. تعطيل الدولة الوطنية

15 اغسطس 2017
+ الخط -
يحسب للتحالف العربي أنه ساعد اليمن على كسر التمدّد الانقلابي وإنقاذ اليمن من براثن التخلف والإمامة وطغيان واستبداد تحالف الشر والبغي المهدّد للمنطقة، حيث امتزجت دماؤنا معاً في الجبهات، من أجل يمن الحرية والثورة والدولة الاتحادية الضامنة للمواطنة، وذلك لتكون برداً وسلاماً على المنطقة والسياج الأمين لحمايتها .
مع اختلاف شكل النظام السياسي والاجتماعي بين دول الخليج واليمن كدولة ديمقراطية فتية ونظام جمهوري عريق يحاول أن ينهض، ليلبّي طموحات وآمال أبنائه، وطن له احتياجاته من أدوات البناء ليصل للهدف والغاية التي خرجت الجماهير من أجلها في ثورة الربيع اليمني، أي دولة المواطنة، حلم وأمل الجماهير .
الحامل الرئيسي لهذه الدولة هي القوى الاجتماعية الحديثة الحيّة بكل مكوناتها واتجاهاتها السياسية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني، كأعمدة تدعم كيانها وترسخ أهدافها كالتكتلات الثقافية والفكرية والأحزاب والتنظيمات السياسية. ولهذا، إن أراد أخوتنا في التحالف مساعدتنا في البناء، عليهم دعم هذه التكوينات ومساعدتها على النهوض بالمجتمع، ودعم القوى المدنية والمرأة والمستضعفين والمهمشين، والرفع من مكانتهم في المجتمع بما يحقّق العدالة الاجتماعية ويعزّز النظام الديمقراطي .
علينا أن ننوّه إلى أنّ القبيلة كيان اجتماعي محترم، لا يمكن أن يتصدر المشهد الاجتماعي والسياسي ليكون بديلا للجماهير وآمالها وطموحاتها، ويلعب دوراً سياسياً بحكم طبيعتها التركيبية على أساس العرق والنسب، والمنطق الذي يجمعها على تطابق المواقف والخضوع لسلطة الشيخ أو المشايخ، ما يجعلها كياناً تحشيدياً غير منضبط فكرياً ولا سياسياً، ولا تقبل الديمقراطية والحرية وهي ليست اختيارية.
الإصرار على زج القبيلة في العمل السياسي سيعني أنّ هناك نية مبيتة للاستمرار بتعطيل أي تحوّل إيجابي نحو الأفضل، لأن التكتلات المناطقية والطائفية والقبلية والسلالية تتفوّق فيها الهويات الصغيرة عن الهوية الوطنية، هي مصدر صراعاتنا وتخلفنا وإعاقتنا، ولن نبني دولة بغير تكتلات سياسية (أحزاب) كأفكار ومشاريع تذوب فيها الهويات الصغيرة لتتفوق الهوية الوطنية للجنوب .
ما نلاحظه اليوم من دعم تكتلات قبلية وطائفية على حساب التكتلات المدنية والسياسية يشكل خطراً على مستقبل الجنوب والوطن، فهل يراد لنا أن نكون مجموعة من القبائل والعشائر المتناحرة؟
نحذر من ذلك، حتى لا يتحوّل اليمن، ومنه الجنوب، إلى كانتونات تشكل خطراً على الجزيرة والمنطقة، وعلى من يريد أن يساعدنا في عملية البناء السياسي أن يستوعب طبيعة اليمن السياسية وثقافة أبنائها، وخصوصا الجنوب السبّاق في بناء مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية، السبّاق في كل تطوّر ونهوض، حيث يرفض كل الوسائل التي أعاقت، ويمكن أن تعيق، نهضته وتطوره والولوج إلى المستقبل بدولة ضامنة للمواطنة بأدواتها السياسية.
0947F93D-78B9-48CD-AD98-B7B1A7035584
0947F93D-78B9-48CD-AD98-B7B1A7035584
أحمد ناصر حميدان (اليمن)
أحمد ناصر حميدان (اليمن)