صفقة مع الثعلب

صفقة مع الثعلب

11 اغسطس 2017
+ الخط -
أوحى حديث ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لقناة العربية أخيرا بأنّ هناك قنوات تواصل مع علي عبدالله صالح رأس البلاء في كل ما جرى ويجري من مصائب لليمنيين. كما أنّ الحديث عن أنّ صالح تحت الإقامة الجبرية في صنعاء فيه رسالة إليه بإمكانية الدخول معه في حوار، شريطة أن يكون الوحيد على الطرف الاخر، وكأنه يقول لعلي صالح: عليك القضاء على الحوثيين، كي تدخل في حوار مع السعودية كما تطالب مراراً وتكراراً!
تساؤلات وضعها حديث ولي ولي العهد السعودي: هل وصل السعوديون إلى مرحلة اليأس من إمكانية الحسم العسكري؟ مع أنّ الحسم أقرب وأسرع إذا توفرت نية الحسم، والشاهد انتصارات الساحل الغربي وسقوط معسكر خالد، وهو الطريق الأكثر أماناً إلى مستقبل اليمن والخليج، فهل سيدخلون في صفقة مع أمكر الثعالب في المنطقة العربية؟
في حال تم ذلك، فإنّ الخاسر الأكبر هو الشعب اليمني، وبعده السعودية، فعلي صالح رجل لا تضمحل أحقاده على من وقف ضده، خصوصا بعد الأحداث التي تلت ثورة 11 فبراير 2011.
ثمة مؤشرات إلى إمكانية عقد هذه الصفقة، منها رفع الإقامة الجبرية عن نجل علي صالح في الإمارات (أحمد)، والجميع أصبح يعلم أنّ الإمارات، من شدّة خوفها من نفوذ حزب التجمع اليمني للإصلاح داخل الأطر الرسمية والعسكرية للشرعية أصبحت تقوم بأعمال لا تخدم الشرعية، ولا اليمن ولا التحالف العربي. وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدل على عدم وجود استراتيجية واضحة لدى الإمارات في دعمها الشرعية ودعم الأهداف المعلنة من التحالف العربي في الحفاظ على وحدة اليمن على أساس مخرجات الحوار الوطني التي مثلت إجماع القوى السياسية والوطنية والاجتماعية والاقتصادية في اليمن، وفي مقدمتها مشروع اليمن الاتحادي ذي الأقاليم.
يحاول علي صالح الدخول من هذه الثغرة، ليقدّم نفسه ضامنا لعدم توغل الإخوان المسلمين في الدولة اليمنية، مع أنه إلى اليوم يرفض مخرجات الحوار الوطني، ويريد يمناً له، يمنا ذا حكم مركزي، رفضه وما زال يرفضه الشعب اليمني بكل أطيافه.
لو يعلم الإماراتيون ويفقهون أنّ مخرجات الحوار الوطني ومسوّدة الدستور الجديد الخاصة باليمن الاتحادي كفيلة بتحقيق رغبتهم بعدم أخونة الدولة في اليمن، بدلاً من كل هذا التوهان وإنتاج المآسي مرةً بعد مرة لأهل اليمن. ولكن يبدو أنّ الصفقة تصطدم بمعوقات كبيرة، أبرزها حذر الحوثيين وحلفائهم الشديد من أيّ خطوة داخل صنعاء يقوم بها صالح، والمواجهات الكلامية بين أنصار صالح وأنصار عبدالملك توضح ذلك. كان يمكن أن يحدث شيء في صنعاء نهاية شهر أغسطس/ آب الحالي، لولا أوراق كشفت خطط صالح، وسيحاول إعداد غيرها إن لم يسبقه الحوثيون بخططهم الخاصة، كي يتسيّدوا مشهد صنعاء، وما بقي في أيديهم من محافظات.
792CB557-8E75-46A4-9474-41FAE9572A01
792CB557-8E75-46A4-9474-41FAE9572A01
عبدالإله هزاع الحريبي (اليمن)
عبدالإله هزاع الحريبي (اليمن)