الإمارات في اليمن

الإمارات في اليمن

25 يونيو 2017
+ الخط -
من يراقب دور دولة الإمارات في إدراتها الصراع في اليمن يجدها مختلفة المضامين عن سير الاتجاهات المبدئية للقضايا الكّلية، وخلاصاتها أنّها في حالة تناقض عجيب مع رغبات القناعات والتطلعات المشتركة، الأمر الذي أوجد عند الجميع ذهنية واعية ووجدانا مختلفا عن السابق، له علاقة واضحة مع بروز الدعوات الرافضة وجود حاجتنا لها من الأساس.
وطالما، وجهودها في الغالب تُصب في مصلحة التحديات التي نجابهها على الدوام، فإنّ نخبا واعية كثيرة في اليمن طالبت جميع القوى الفاعلة أن تستأنف عملها الوطني بعيداً عن حضورها الملتبس وتصوراتها المختلفة، حيث أدركت، في اعتقادها العميق، أن منطق أبوظبي خاضع لنزواتهم غير الملتزمة باستراتيجية التحرّر، وفي كل مرة يترافق كيانها دوما مع طبيعة التحالفات المشبوهة التي لم تقبل التجانس المجتمعي، ولا حتى بوجود دولةٍ خارج مناطق نفوذها وسيطرتها الشاملة، ناهيك عن توجّسها الدائم من مسألة إعادة البناء على قاعدة الحوار الوطني غير القابل للتأجيل أو المماطلة في إنفاذ مقرراته الشاملة كإطار مرجعي للمشروع الوطني الجامع.
كما أنّ المنظور الإماراتي باتجاه الهدف الموحد يفتقد إلى رؤية دقيقة وواضحة لما يجب أن يكون عليه الحال من تأسيس واقعي، ولو أردنا توسيع التقييم لوجدناها بلا قضية تنتهي إليها، بل مستمرة بنتائجها المليئة بالألغام السياسية التي تطيل أمد الأزمة وتفاقم المعاناة إلى الحد الذي لا يمكن معالجتها بسهولة، طالما وجملة عناوينها مهدّدة لوحدة الشعب ورهانه الوطني، بدليل مباركتها متاهات عديدة معرقلة للمواجهة الشاملة، والتي لا تنفصل بأيّ حال عن الاعتقاد نفسه المرتبط بانتزاع حقوقنا المشروعة وتوافقنا العام.
وحول الأهداف العامة للشعب اليمني، فإن تجانساً راسخ المعالم لا يزال ممكناً ومعقوداً عليه الآمال، خصوصا إذا تم منازعة الدور الإماراتي بهدف إزاحته عن معترك الصراع وإحلال بديل ناجح، يسير مع تفعيل مؤسسات الدولة وخدمة المستقبل، فإنّ بناء المجتمع سوف يتفاعل مع تجديد طاقته الإنتاجية بقوة الوحدة حدّ التماهى مع قضايا المصير الواحد.
57C8D311-2EBC-4E90-85D3-A174EC18BA9C
57C8D311-2EBC-4E90-85D3-A174EC18BA9C
فوزي الحقب (اليمن)
فوزي الحقب (اليمن)