06 اغسطس 2017
التاريخ وأهم الأحداث
التاريخ وأهم الأحداث
ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﻴﻦ ﺷﻌﺐ ﻭﺁﺧﺮ، ﻭبين ﺃمة ﻭﺃﺧﺮﻯ، فلو ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻠّﺨﺺ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﺎﺓ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻓسﻧﺬﻛﺮ ﺍﻟﺴﺒﻲ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻲ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻲ ﻧﺒﻮﺧﺬ ﻧﺼﺮ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 587 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ.
ﻋﺎﻡ 540 ﺻﺪّﺭﺕ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺑﺎﺀ ﺣﺼﺪ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﻧﺼﻒ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ، ﻓﻜﺎﻥ ﻃﺎﻋﻮﻥ ﺟﺴﺘﻨﻴﺎﻥ ﻳﻘﻀﻲ ﻳﻮﻣﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ خمسة آلاف ﺇﻧﺴﺎن، ما ﺗﻜﺮّﺭ ﻋﺎﻡ 1918، ﺗﺰﺍﻣﻨﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺣﻴﻦ ﻗﺘﻠﺖ ﺍﻹﻧﻔﻠﻮﻧﺰﺍ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ عدداً كبيراً من ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ.
لا تبدو ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻛﻬﺬﻩ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﺤﻞ ﺫﻛﺮﺍﻫﺎ، ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺄﺣﺪﺍﺙٍ ﺃﺧﺮﻯ، ﻗﺪ ﺗﺒﺪﻭ غير ضخمة، ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻗﻮﺭﻧﺖ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻷﻭﺑﺌﺔ ﺍﻟﻔﺘﺎﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺿﺮﺑﺖ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﻞ ﺣﻘﻴﻘﻲ.
ﻟﻌﻞ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﺜﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ، ﺗﻮّﻗﻒ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﻋﻨﺪ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺗﻤﺮّﺩ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﻗﻊ ﻋﺎﻡ 680، ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ، ﻗﺎﺩﻩ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺿﺪ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﻤﻘﺘﻞ 72 ﺷﺨﺼﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ.
ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺗﺒﺪﻭ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﻣﺘﻜﺮّﺭﺓ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﺣﺎﻛﻢ يتمنى ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﺑﻨﻪ، ﻓﻴﺨﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻔﺔ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ، ﺛﻢ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻨﺎﺱ إلى اﻼﻧﺼﻴﺎﻉ ﻟﻪ، ﻓﻴﺮﻓﺾ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻮﻟﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﻴﺮﺍﺙ، ﻓﻴﻨﺸﺄ ﺗﻤﺮﺩ، ﺗﻌﻘﺒﻪ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ، ﻳﺘﻄﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺍﻉ ﻣﺴﻠﺢ، ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻋﺎﺩﺓ ﺑﺎﻧﺘﺼﺎﺭ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ.. ﻫﻜﺬﺍ ﺗﺒﺪﻭ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻣﻘﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻗﺼﺔ ﻣﻜﺮّﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺇﻃﻼﻗﻪ!
ﻳﺘﻤﺤﻮﺭ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﻛﻠﻪ ﺣﻮﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ، ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﻣﺎ ﺍﻟﻤﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟـ 72 ﺷﺨﺼﺎ ﻟﺘﺠﻌﻞ ﻣﻘﺘﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺻﺮﺍﻉ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺭﻭﺍﺡ 12 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺷﺨﺺ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺑﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺎﻡ 1850ﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻭﺣﺪﻫﺎ!
ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ، ﻗﺪﻣﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻟﻠﻜﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺘﻬﺎ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﺴﺤﺮ، ﻭﺗﻤﺖ ﻣﻌﺎﻗﺒﺘﻬﺎ ﺑﺘﻤﺰﻳﻖ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ، ﺛﻢ ﺣﻠﻘﻮﺍ شعرَ جسدها ﻭﺭﺃﺳﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ، ﻟﻴﻨﺘﻬﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺤﺮﻗﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﻗﺮﻳﺐ ﻟﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1782 ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﻼﺭﻭﺱ ﺣﻴﻦ ﺗﻢ ﺣﺮﻕ ﺃﻧﺎ ﻏﻮﻟﺪﻱ.
ليس المقصد هنا التهوين ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻛﺒﺔ ﻟﻸﺣﺪﺍﺙ، ﻓﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺟﻴﻞ ﺃﻭ ﺟﻴﻠاﻦ ﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻟﺤﻴﺎﺗﻬﻢ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻔﻈﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، لتبقى ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻣﺤﻂ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻷﺟﻴﺎﻝ ﻣﺘﻌﺎﻗﺒﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻣﺠﺮّﺩ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻣﺘﻜﺮّﺭﺓ.
ﻣﺎ ﻳﻘﺼﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺃﻧﻨﺎ ﺭﺑﻤﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺪ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﺭﻣﻮﺯ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ، ﻭﺃﻥ ﻧﺨﻠﻊ ﻧﻈﺮﺗﻨﺎ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻣﺘﻜﺮّﺭﺓ، ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺄﺣﺪﺍﺙ ﺃﺷﺪ ﻋﻈﻤﺔ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺃﺛﺮﺍً، ﻭﺃﻥ ﻧﻘﺘﻨﻊ ﺃﻥّ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻳﺨﺼّﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً، ﺑﻜﻞ ﺭﻣﻮﺯﻩ ﻭﺗﻀﺤﻴﺎﺗﻪ، ﻭﺃﻥّ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻨﺬ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻻ ﻣﻨﺬ ﻗﺮّﺭﻧﺎ، ﻧﺤﻦ ﺃﻥ ﻧﻀﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ.
ﻋﺎﻡ 540 ﺻﺪّﺭﺕ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺑﺎﺀ ﺣﺼﺪ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﻧﺼﻒ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ، ﻓﻜﺎﻥ ﻃﺎﻋﻮﻥ ﺟﺴﺘﻨﻴﺎﻥ ﻳﻘﻀﻲ ﻳﻮﻣﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ خمسة آلاف ﺇﻧﺴﺎن، ما ﺗﻜﺮّﺭ ﻋﺎﻡ 1918، ﺗﺰﺍﻣﻨﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺣﻴﻦ ﻗﺘﻠﺖ ﺍﻹﻧﻔﻠﻮﻧﺰﺍ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ عدداً كبيراً من ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ.
لا تبدو ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻛﻬﺬﻩ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﺤﻞ ﺫﻛﺮﺍﻫﺎ، ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺄﺣﺪﺍﺙٍ ﺃﺧﺮﻯ، ﻗﺪ ﺗﺒﺪﻭ غير ضخمة، ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻗﻮﺭﻧﺖ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻷﻭﺑﺌﺔ ﺍﻟﻔﺘﺎﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺿﺮﺑﺖ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﻞ ﺣﻘﻴﻘﻲ.
ﻟﻌﻞ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﺜﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ، ﺗﻮّﻗﻒ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﻋﻨﺪ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺗﻤﺮّﺩ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﻗﻊ ﻋﺎﻡ 680، ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ، ﻗﺎﺩﻩ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺿﺪ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﻤﻘﺘﻞ 72 ﺷﺨﺼﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ.
ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺗﺒﺪﻭ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﻣﺘﻜﺮّﺭﺓ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﺣﺎﻛﻢ يتمنى ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﺑﻨﻪ، ﻓﻴﺨﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻔﺔ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ، ﺛﻢ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻨﺎﺱ إلى اﻼﻧﺼﻴﺎﻉ ﻟﻪ، ﻓﻴﺮﻓﺾ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻮﻟﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﻴﺮﺍﺙ، ﻓﻴﻨﺸﺄ ﺗﻤﺮﺩ، ﺗﻌﻘﺒﻪ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ، ﻳﺘﻄﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺍﻉ ﻣﺴﻠﺢ، ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻋﺎﺩﺓ ﺑﺎﻧﺘﺼﺎﺭ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ.. ﻫﻜﺬﺍ ﺗﺒﺪﻭ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻣﻘﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻗﺼﺔ ﻣﻜﺮّﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺇﻃﻼﻗﻪ!
ﻳﺘﻤﺤﻮﺭ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﻛﻠﻪ ﺣﻮﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ، ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﻣﺎ ﺍﻟﻤﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟـ 72 ﺷﺨﺼﺎ ﻟﺘﺠﻌﻞ ﻣﻘﺘﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺻﺮﺍﻉ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺭﻭﺍﺡ 12 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺷﺨﺺ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺑﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺎﻡ 1850ﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻭﺣﺪﻫﺎ!
ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ، ﻗﺪﻣﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻟﻠﻜﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺘﻬﺎ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﺴﺤﺮ، ﻭﺗﻤﺖ ﻣﻌﺎﻗﺒﺘﻬﺎ ﺑﺘﻤﺰﻳﻖ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ، ﺛﻢ ﺣﻠﻘﻮﺍ شعرَ جسدها ﻭﺭﺃﺳﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ، ﻟﻴﻨﺘﻬﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺤﺮﻗﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﻗﺮﻳﺐ ﻟﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1782 ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﻼﺭﻭﺱ ﺣﻴﻦ ﺗﻢ ﺣﺮﻕ ﺃﻧﺎ ﻏﻮﻟﺪﻱ.
ليس المقصد هنا التهوين ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻛﺒﺔ ﻟﻸﺣﺪﺍﺙ، ﻓﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺟﻴﻞ ﺃﻭ ﺟﻴﻠاﻦ ﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻟﺤﻴﺎﺗﻬﻢ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻔﻈﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، لتبقى ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻣﺤﻂ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻷﺟﻴﺎﻝ ﻣﺘﻌﺎﻗﺒﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻣﺠﺮّﺩ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻣﺘﻜﺮّﺭﺓ.
ﻣﺎ ﻳﻘﺼﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺃﻧﻨﺎ ﺭﺑﻤﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺪ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﺭﻣﻮﺯ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ، ﻭﺃﻥ ﻧﺨﻠﻊ ﻧﻈﺮﺗﻨﺎ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻣﺘﻜﺮّﺭﺓ، ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺄﺣﺪﺍﺙ ﺃﺷﺪ ﻋﻈﻤﺔ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺃﺛﺮﺍً، ﻭﺃﻥ ﻧﻘﺘﻨﻊ ﺃﻥّ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻳﺨﺼّﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً، ﺑﻜﻞ ﺭﻣﻮﺯﻩ ﻭﺗﻀﺤﻴﺎﺗﻪ، ﻭﺃﻥّ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻨﺬ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻻ ﻣﻨﺬ ﻗﺮّﺭﻧﺎ، ﻧﺤﻦ ﺃﻥ ﻧﻀﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ.
فلاح الجربا (العراق)