إلى ذات الرداء المزيف

إلى ذات الرداء المزيف

21 مايو 2017
+ الخط -
إلى تلك المسؤولة الإسرائيلية الرافضة وحزبها آمال السلام في بلد السلام فلسطين. إلى تلك المسؤولة ذات النهج الصهيوني القائم على الاستحواذ والهيمنة من دون قانون، ومن دون نظام. إلى تلك المسؤولة التي تقنع ذاتها وجماعاتها المتطرّفة بأوهام وأحلام مستحيلة الحدوث.
يمكن لأي عربي ومسلم مصافحتك، والتقاط السلفي معك، ومع أي إسرائيلي، والابتسام في وجوهكم والتعامل الطبيعي معكم بيعاً وشراءً، كيفما حدّدتم الاتفاق بينكم، ووضعتم أسسه ومبادئه، لأنّ الإسلام دين ونظام كوني للحوار والسلام والعيش المشترك مع كل الطوائف وجميع البشر.. لعلكم تستمعون؟
لكن لا يمكن لأي عربي ومسلم بيعكم المقدسات الإسلامية، مثل الأقصى الشريف وقبة الصخرة.. لماذا؟ ولكن، لماذا يمكن للمسلم والعربي ممارسة حياة طبيعية معكم، لكن في الوقت نفسه لا يمكنه عقد الصفقات ولا المعاهدات ولا النقاش ولا التنازل عن الأقصى وقبة الصخرة تحديداً؟
يعود ذلك إلى خاصية طبيعية، تمتاز بها الحياة نفسها، وهي خاصية الملكية، فالإنسان المسلم والعربي لا يمكنه تقرير مصير هذا الرمز الديني الجليل، لأنه لا يملكه ولا يحوزه، لا بالأصالة ولا بالتوكيل، فهو مسجد الله لا مسجد الإنسان، فهو مكان العبادة والخضوع الإنساني لخالق الكون، لأنه ملكية خالصة كاملة لخالق الكون دون غيره، وقد اختصه بالحفظ إلى يوم القيامة وزوال الكون، ونتيجة لذلك، أيتها المسؤولة ذات التفكير العقيم والخزعبلات الفارغة كفقاعة الصابون الزائلة، عليك معرفة هذه الحقيقة الكونية، والخضوع لها، حيث لم تنفع هواجسكم السابقة، ولن تجدي مثيلاتها الجديدة نفعاً في تغيير هذا الأمر العظيم بحفظ الأقصى وما حوله مكاناً إسلامياً خالصاً للإسلام ومن تبعه بإخلاص تام.
ولذلك، مخططاتكم وأفكاركم حول الأقصى وما جاوره لا تقبل التطبيق ولا التحقّق، لأن ملكيته ليست لإنسان مثلكم تغلبوه وتتغلبون عليه، بما هو غير مشروع ولا مقبول، بل إن ملكية هذا الرمز الإسلامي لمن خلق الكون بمجمله، وأنتم أجزاء واهية منه، لا قبل لكم ولا قدرة لإنشاء نزاع مع الله العظيم الذي خصّ ذاته العلية بالخلق والإيجاد، ليظهر للإنسان صفة ترفضون كأتباع للمنهج الصهيوني الإذعان لها، تتمثل بمحدودية القدرة التي منحت للإنسان، فتدخلون حرباً خاسرة مع العظيم والموجد الواحد من دون حكمة ولا بصيرة، وإنما سادية مقيتة وإلغاء لعقل تميّز به المخلوق البشري عن غيره، مما وجد في حيز الحياة ومحيطها لتبقوا في دوامة واهمة فاشلة ترفض عيشاً مشتركاً وسلاماً صادقاً صابغين مساعيكم بشعارات مادية، لا تعرف إلى الديانة اليهودية طريقاً ولا مسلكاً.

5AD9C2DC-B658-4B11-A4A1-F71E6BC560A5
5AD9C2DC-B658-4B11-A4A1-F71E6BC560A5
هادي ردايدة (الأردن)
هادي ردايدة (الأردن)