13 يونيو 2021
إشكالية البديل السياسي في مصر
إشكالية البديل السياسي في مصر
على الرغم من حالة الإخفاقات التي تشهدها مصر في ظل نظام عبد الفتاح السيسي على المستويات كافة، خصوصا الاقتصادية، السياسية والإنسانية، وجديدها ممارسات الجيش بحق بعض المدنيين في سيناء، إلا أن السؤال الذي يظل مطروحا حتى لدى العامة يدور عن البديل السياسي للرجل الذي يمثل المؤسسة العسكرية التي تحدّر منها الرؤساء المصريون، باستثناء محمد مرسي؟
بداية، الحديث عن بديل مدني سياسي حقيقي للسيسي يعني أيضا تقليص الدور السياسي المستمر للجيش، ليس فقط منذ 1952، بل وإبان نشأة الدولة الحديثة في عهد محمد علي أوائل القرن التاسع عشر. وربما تكون هذه هي المعضلة، لا سيما أن ترشح السيسي للرئاسة جاء بموافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمؤسسة العسكرية. وبالتالي، حتى هذه اللحظة، وفي ما يبدو أن هناك حالة من الارتباط القوي بين الطرفين، ومن ثم فالتضحية بأحدهما معناه التضحية بالآخر. ولعل هذا يضعنا أمام الجدلية الكبرى الخاصة بالعلاقة بين الجيش والسياسة في مصر. وتبرز، في هذا الصدد، إشكاليتان أساسيتان. تتعلق الأولى بمدى قبول العسكر، أو من يمثلهم في السلطة التنفيذية (الرئاسة)، بإجراء عملية تحول ديمقراطي حقيقي في البلاد، تبدأ باحترام حقوق الإنسان، وحرية التعبير، ورفض الطوارئ، مرورا بظواهر المشاركة والممارسة الانتخابية، ممثلة في الانتخابات بشتى مستوياتها، بداية من المحليات وانتهاء بالرئاسة. وهنا لا بد من القول إن عملية قيام النظم الانقلابية في دول العالم بتحول ديمقراطي حقيقي تتوقف على عوامل عدة، أبرزها طبيعة النظام المنقلب عليه، هل هو نظام ديمقراطي أم استبدادي أو حتى عسكري. فإذا كان ديمقراطيا، فإن احتمال حدوث قمع له ولأنصاره يكون مرتفعا، واحتمال حدوث تحول ديمقراطي يكون منخفضا. وكما كتب عمر عاشور، في دراسته عن الإسلاميين والجيش في مصر، نقلا عن كونتي دي مارشال ودونا مارشال، فإن من بين 88 انقلابا ناجحا في أفريقيا بين 1945-2008، فإن أربعةً منها هي التي قامت بعملية تحول ديمقراطي، على الرغم من أنها كانت ضد نظم عسكرية وصلت إلى الحكم بانقلاب، وذلك لعدم إعطاء مبرّر لهذه النظم المستبدة للعودة. ومعنى هذا أن توقع قيام السيسي، من تلقاء نفسه، بعملية تحوّل ديمقراطي حقيقي، ضرب من الخيال، لا سيما في ظل الدعم الإقليمي والدولي له، خصوصا من إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
وإزاء هذا الوضع المعقد، يبرز التساؤل من جديد بشأن كيفية حدوث تحول حقيقي، وبروز بديل