تركيا وأميركا..

تركيا وأميركا..

17 ابريل 2017
+ الخط -
بُعيد الضربة الأميركية على مطار الشعيرات العسكري في سورية، عكست تركيا رغبتها في أن تستمر الهجمات على سورية، كما أنّها تأمل بأن يتحقّق تعاون عسكري وثيق بين تركيا والولايات المتحدة فيما يتعلّق بملف الأزمة السورية.
وقد قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في أبرز تصريح له عقب الضربة الأميركية على الشعيرات، إنّ بلاده ستواظب على تطهير المدن السورية من تنظيم دولة العراق والشام (داعش)، لا سيما في مدينة الرقة، لكن السؤال هو: لماذا تحرص تركيا على التعاون مع الولايات المتحدة؟
يبدو أن هناك إصراراً لدى تركيا بأن تعبر عن رغبتها على مواصلة تعاونها مع القطب الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية بشكلٍ أكبر من تعاونها مع القطب المضاد بقيادة روسيا، لكن ما الأسباب التي تجعل تركيا تعوّل على التعاون مع القطب الغربي؟
نتج عن تعاون تركيا مع روسيا عدم قدرتها على إكمال عمليتها العسكرية في سورية، أي عملية درع الفرات، كما أنّ روسيا وسّعت نفوذها السياسي والميداني على حساب تركيا، بل واقترابت من الحدود القومية لتركيا التي كانت تعارض ذلك، لأسباب استراتيجية. وكما بات جليا أدّت التطورات إلى الصدام مع إيران التي اتجهت إلى توسيع نطاق نفوذها في العراق وسورية، نكاية بتركيا، كما أدركت تركيا صعوبة تخلّي روسيا عن الحليف الإيراني بالكامل في مقابل التعاون معها، ما شكّل قناعة لتركيا بأنّ مكانها في إطار القطب الغربي، لكن تركيا لا زالت تأمل في تحركات أميركية جادة للحد من النفوذ الروسي في سورية.
FE5D330C-E1C8-4F26-B044-8CE0D3AA29EF
FE5D330C-E1C8-4F26-B044-8CE0D3AA29EF
عطا الله شاهين (فلسطين)
عطا الله شاهين (فلسطين)