شاويش اليمن والدم

شاويش اليمن والدم

23 مارس 2017
+ الخط -
الشاويش الذي خدع الرئيس الشهيد، إبراهيم محمد الحمدي، ومثّل دور "تيس الضباط"، وتآمر على اغتياله، خطّط بحنكة ومهّد الطريق ليصل إلى السلطة، إذ أحاك بعناية مؤامراته للتخلّص من شريكة في الجريمة (أحمد الغشمي)، وأزاح من طريقه كلّ الشرفاء والمخلصين لهذا الوطن من القوى الوطنية والمناضلين، وبدأ يرصف طريقه للوصول إلى كرسي الرئاسة المحتكر للطائفة الزيدية، وهذا ما سهّل أن يكون رئيساً لليمن، ومن وقتها واللعنات تصب على هذا البلد المحكوم بشاويش قلق من السقوط، فحكم البلد بصناعة الأزمات، ولا يزال يعمل على إطالة أمد الأزمات.
وقع اتفاقية الوحدة الوطنية بين الشمال والجنوب، وهو يعلن مسبقاً أنّ طاناً يتربص لهذا المنجز، والحقيقة أنّها خطته الشيطانية في شيطنة الآخر، ليبرّر شيطنته وشماعة أخطائه وجرائمه وفساده ومكره، وبعد التوقيع بعام، بدأ يثير زوبعة من الاختلاف على جوهر النصوص، ليفرغها من محتواها، وينقلب على الاتفاق، ويزيد من قبضته البوليسية التي تحافظ على بقائه في السلطة، مستبداً يقتل بدم بارد كل من يعارضه، أو يقف له في المرصاد، فاغتال كوادر من الحزب الاشتراكي ومن مناضليه، شريكه في الوحدة، وأقصاه ليقضي على اتفاقية الوحدة، وشنّ حربه على الجنوب، وعدّل دستور الوحدة، وبث سمومه وفيروساته بين أوساط المجتمع، فأصاب الكثير بالعفن، وها نحن نعيش في مجتمع مريض مصابٍ بالكراهية والطائفية والمناطقية والنفاق.
حرب عام 1994 دمرت البنية الاقتصادية للجنوب، وحرمت الطبقة العاملة والكادر الجنوبي من حق العمل، ورفد الشارع بالبطالة، فجاع الناس، وتوّسلوا لقمة العيش، ومارس الدكتاتور ما لم يتصوّره العقل والمنطق من نهبٍ للأراضي ومقدرات البلد.
هذا هو الشاويش علي عبدالله صالح، ولن يكون غير ذلك، كما قال المناضل الرفيق، ياسين سعيد نعمان "صالح لم يتغيّر، عاش بالدم، وحكم بالدم، وسيموت وهو يلعق الدم". اليوم تهان كرامة الإنسان في المناطق التي تحت سيطرة الانقلابيين، إهانة لا مثيل لها على مرّ التاريخ، مجاعة ومرض وقتل ونهب وسطو وتفجير مساكن وخطف وإخفاء وتقييد حريات، ولطم للوزراء، إهانة لم يشهدها اليمن في تاريخها وظلمتها وجهلّها وتخلفها كما تشهدها اليوم.
علينا أن نزيح عن كاهلنا هذا العفن، لنبني وطناً، فكلّ ما هو موجود اليوم هو نتاج لتلك السياسات، ومجرّد ما ينقطع حبل الحياة فيها ستموت كلّ أدواتها، وسيرصف الطريق للمستقبل المنشود والتحوّل والتغيير ومخرجات الحوار والدولة الاتحادية، وسيرمى العفن إلى مزبلة التاريخ.
0947F93D-78B9-48CD-AD98-B7B1A7035584
0947F93D-78B9-48CD-AD98-B7B1A7035584
أحمد ناصر حميدان (اليمن)
أحمد ناصر حميدان (اليمن)