تركيا ومعركة الرقة

تعد عملية درع الفرات الدليل على النجاح العسكري الكبير الذي حققته تركيا بمفردها في محاربة تنظيم داعش، وهذا ربما سيدفع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى التعاون معها، من أجل الحصول على نتائج إيجابية في إطار القضاء على التنظيم، فلدى تركيا خطة ملموسة ستحقق النجاح في تطهير الرقة منه، في حين كانت عملية الرقة هي جدول الأعمال الرئيسي لزيارة مدير وكالة الاستخبارات الأميركية مايك بومبيو أنقرة، والتي انعكست على الإعلام معلومات حول بدء أنقرة مباحثات فيما يتعلق بتشكيل المنطقة الآمنة، والدعم الموجه إلى حزب الاتحاد الديمقراطي. لكن يبدو أنّ المعادلة في سورية معقدة جداً، على الرغم من محاولة واشنطن تلبية بعض مطالب أنقرة، إلا أنّ من الواضح أنّ موسكو لن تكون راضية عن التقارب بين أنقرة وواشنطن، لأنّ التعاون بينهما في الدخول إلى الرقة سيثير قلق موسكو، ما سيدفع الأخيرة إلى زيادة دعمها حزبي العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي.
تركيا حليف قديم للولايات المتحدة، ولا توجد مشكلة في العودة إلى الماضي، لكن الفرق الآن، في هذه الفترة، هو اقتراب قوات النظام المدعومة من موسكو من القوات التركية في منطقة الباب إلى مسافة الـ 1-2 كيلو متر، ما سيشكل خطر حصول معارك جديدة في المنطقة، قد تنعكس سلبا على الأمن الإقليمي التركي وأمن الإقليم بشكل عام.