هل يكذب النظام في مصر؟

هل يكذب النظام في مصر؟

20 فبراير 2017
+ الخط -
سؤال فرض نفسه بعد ثلاث سنوات من الحكم، وبعد مطالبة النظام في مصر المواطن أن يعمل الذي عليه، بينما يرى المواطن أنّه فعل أكثر مما عليه، ولم يفعل النظام شيئاً، فأين هي الحقيقة؟
طالب النظام المواطن بالتفويض، ثم المساهمة في حفر التفريعة، وكذلك تأييد القرارات الاقتصادية والصبر والتحمّل، واستجاب المواطن لذلك كله بنسبة تفوق 90% فما المطلوب منه أكثر من هذا؟
يسعى النظام إلى إشغال المواطن بمشكلاته الاقتصادية وأزماته الحياتية اليومية، فلا يجد أمامه سوى البحث عن حلول لها للبقاء على قيد الحياة، وبالتالي، فلا مجال لمناقشة أو حوار حول أيّة قضية سياسية (تيران وصنافير، سد النهضة، حقوق الإنسان، حق التعبير...) فالمواطن كما يراه النظام عبد يؤمر فينفذ، وينقاد فيطيع، ويعاقب فيصبر، أما غير ذلك فليس مطلوباً منه ولا مسموحاً له.
بعد أن جمع النظام مدخرات المواطنين من خلال التفريعة وشهادات الـ 20 %، قام بتعويم الجنيه، فانخفضت قيمة المدخرات إلى الثلث، وفقد المواطن ثلثي مدخراته، وما كان يعتبره أماناً لمستقبله، فانشغل بحاضره وكيف يدبره، ويوفر الطعام لأسرته ولم يعد يبالي بأيّ شيء آخر؟ وهذا تحديداً ما يسعى إليه النظام فهو يسير بخطى ثابتة وخطة واضحة المعالم لإفقار المواطن وحصاره داخل حلقة مشكلاته اليومية، فهو لا يريد مواطناً يفكر أو يناقش أو يقول رأياً.
يدّعي النظام أنّ دعم الكهرباء ارتفع من 30 مليار إلى 65 مليار بعد التعويم، فهل حقاً ارتفع الدعم أم انخفض؟ بعد تعويم الجنيه كما نعلم انخفضت قيمة الجنيه إلى الثلث. وعلى هذا، الدعم الذي كان 30 مليار يجب أن يكون 90 مليار، لا أن يصبح 65، فمعنى ذلك أنّ الدعم انخفض ولم يرتفع، وهذا ما يدركه المواطن المصري تماما، مع ارتفاع فواتير الكهرباء، فهل يكذب النظام أم لا؟ ولمصلحة من؟
بعد انتخابات 2014، أعلن النظام أنّ مصر دولة غنية بمواردها وشعبها، متعجباً من فشل الرئيس محمد مرسي في حل المشكلات الاقتصادية، واليوم يقول النظام إنّ مصر فقيرة جداً، وأنّها شبه دولة، فهل كذب النظام علينا قبل ثلاث سنوات، أم أنه يكذب الآن؟
تتم محاكمة الرئيس مرسي بتهمة التخابر مع حركة حماس، واليوم يتفاوض النظام رسمياً معها، ألا يستحق الرئيس محمد مرسي على الأقل شهادة رد اعتبار أو تتم محاكمة النظام؟
من مبررات الانقلاب أنّ مصر تحكمها جماعة "أهله وعشيرته"، ولا يحق للشعب المشاركة في الحكم، واليوم يقول النظام بوضوح شديد: "اسمعوني أنا بس أنا فقط". لم نقبل بالجماعة والمطلوب أن نقبل بالفرد.
يرى المواطن أنّ الإجابة على هذا السؤال: هل يكذب النظام؟ هو حجر الزاوية في العلاقة بين النظام والشعب، وهو الأساس في تحقيق التقدم المنشود وحل جميع المشكلات السياسية والأزمات الاقتصادية التي يعاني منها الوطن، فصدق النظام مع شعبه وإحساس المواطن بهذا الصدق (الفعلي وليس اللفظي) هو ركيزة الحكم وبداية الانطلاق وتحقيق آمال المواطن، فهل يصدق النظام معه، أم يظل كاذباً؟
795B9830-8541-444B-B4A4-35AB0D11D51C
795B9830-8541-444B-B4A4-35AB0D11D51C
محمد لطفي (مصر)
محمد لطفي (مصر)