نقص الوعي

نقص الوعي

09 ديسمبر 2017
+ الخط -
تلوح في الأفق مؤشرات توحي بأننا، نحن اليمنيين، بحاجة ماسة إلى جبهة خاصة بالوعي، لتزويدنا بقليل من العقلانية، لأننا ببساطة ننظر إلى الأمور بنظرة سطحية بسيطة، بينما نتغافل عن الغوص إلى أعماق الأحداث والمجريات.
مجرد نشوب حدث معين يسيّل لعابنا العاطفي، ويجعل مشاعرنا تغوص في بحر العواطف، متناسين التفكير فيما حدث حولنا، فقد تراكم جهلنا عقودا، وتكدست عروبتنا وعقلانيتنا حتى كادت أن تتعفّن، إذ أصبحنا إمّعات ننقاد لكل من يرفع صوته قليلاً، ضاربين بتاريخنا عرض الحائط.
كمية الحزن التي سادت في أوساط المجتمع، بمجرد موت أحدهم، دليل على أننا لسنا عقلانيين، بل عاطفيون من الطراز الأول. وهنا لا أشمت، ولا أستهزئ، على الرغم من أني صدمتُ بالخبر، لكنه لن يجعلني أنسى أن الموت علينا جميعاً، وكلنا إلى زوال، ولا أحد يستحق مني كل هذا الحزن، كما أن علينا أن نعي أنه لا أحد سيخلد في هذه الحياة، وأننا لسنا في حاجة للنظر إلى ما وراءنا، بل كل ما يهمنا مستقبلنا وبلادنا، ويخصل ذلك كله نتيجة قلة الوعي وسطحيته.
بسبب الفقاعات التي ننفخ فيها، ونرسم من خلالها المخُلص والمُنقذ لنا من مستنقع الوحل وفارس الأحلام في شخص بذاته.
لأننا سُلبنا حرية التعبير، وتخلينا عنها بمحض إرادتنا، وحرمنا من الأمن والطمأنينة، وافتقدنا التداول السلمي للسلطة، لا غرابة أن يكون الشعب جائعاً وخائفاً ويصارع الموت، وعندما يموت عفّاش (علي عبدالله صالح) يتناسى كل شيء، ويهب الجميع للبكاء والنواح، فيقف الجوع والخوف والموت في حيرةٍ من أمرهم، بسبب تخلّف المتخلفين.
21FED83A-CE8B-4769-AE42-E81311C1A2AE
21FED83A-CE8B-4769-AE42-E81311C1A2AE
رمزي مهدي الجديعي (اليمن)
رمزي مهدي الجديعي (اليمن)