قبل أن تغرب الشمس

قبل أن تغرب الشمس

05 نوفمبر 2017
+ الخط -
يدور كلٌّ منا في فلكه الخاص، بحثًا عن هدفٍ ما، أو لتحقيق مجدٍ لنفسه ارتضاه، وينجح بعضهم في إنجاز الهدف. إذا كان بمقدور الجميع أن يحقق هدفه في الحياة، فلماذا لا يصل الجميع لما عزموا على تنفيذه مرارًا وتكرارًا؟
الإجابة عن هذا السؤال تمنحنا الفرصة لتفادي الحواجز التي تعوق بلوغنا أهدافنا، كما تسمح لنا باتخاذ الإجراءات الاحترازية حيال العقبات المحتملة في مشوار نجاحنا.
ما يتعيّن علينا إدراكه أن الناس تنطلق، في حكمها، على كل ما يجري في الكون، وفقًا لتصوراتها الشخصية، وقد قيل "الحكمُ على الشيء فرعٌ عن تصوُّرِه"، ومن ثّمَّ فإنّ الحديث عن حلمك الذي تسعى إليه مع الكسالى، أو المُحبَطين يعتبر خطأ فادحاً ترتكبه في حق هدفك؛ فإنك لن تعدِم من يثبط همتك، ويقلل من شأن ما تصبو إليه. عليك أن تنطلق باتجاه نجاحك بكامل طاقتك، في حين أنّ استهلاك جزء من هذه الطاقة في إقناع من حولك بجدوى ما تحاوله لن يساعدك، بل ربما يطفئ جذوة الأمل الذي تتشبث به.
يضع كثيرون حواجز معنوية تمنعهم من الوصول إلى أهدافهم؛ ثم يجتهدون في إقناع الآخرين بأن الفشل واقع حتمي لا مناص منه؛ فإن سمحت لنفسك بالاستماع إليهم، فأنت تجني على نفسك. انبرى الناس في اعتقادهم استحالة الجري إلى مسافة ميل في أقل من أربع دقائق، وظل حاجز الدقائق الأربع قائمًا إلى أن كسر، روجر بانيستر، هذا الحاجز، وأثبت لهؤلاء أنّ الحاجز كان في عقولهم فحسب. بعد أسابيع قليلة، قمع الناس دهشتهم، إذ نجح عدّاؤون في كسر حاجز تلك الدقائق الأربع، بعدما سحق بانيستر التصور الخاطئ بعبثية المحاولة.
عليك الاجتهاد في عملك قدر استطاعتك، ربما تسمع كلمات الاستخفاف بما تلتمسه من سبل؛ فامض ولا تشغل نفسك بالرد على تلك الشواغل، واصرف جُلَّ تركيزك، إن لم يكن كُلَّه، في إدراك غايتك وإنفاذ بغيتك. ليكن ردُّك بإنجازاتك على كلِّ من يرمي إلى إقصائك عن مسعاك الذي تخطط له، ولا تتردّد في تحفيز من حولك، وبث الثقة في نفوسهم؛ فلا تقسُ عليهم وشجعهم على بذل مزيد من الجهد، وتذكّر أن الناجح يساعد من حوله على النجاح.
استسلم بعضهم في حلبة الحياة، وأعطى ظهره للنجاح بكامل إرادته، ثم تراه قد عقد العزم على تثبيط الآخرين؛ فيوزع عليهم كلمات الإحباط والهزيمة النفسية والفشل بمنتهى الكرم! وقد يقع كثيرون من أصحاب المواهب في براثن هؤلاء السلبيين؛ فيتنازلوا عن أحلامهم، أو يسلكوا الطريق لتلك الأحلام وهم يتشككون في تحقيق نجاحٍ ملموس، فيتصرّفوا وكأن الفشل هو النهاية المحتومة، وعندها ينضمون لقائمة المثبطين والمرجفين!
ليس معنى أن من سبقك في الدرب، وسقط في شرك العقبات، أن تتخلى عن فرصتك في المحاولة، أو تركن للخمول بالضرورة، فقط قاتل بكل ما تملك من قوة وعزيمة وإرادة صلبة، وابذل ما في وسعك، من دون الركون لآراء الآخرين، وعندها ستصبح أنت قدوة للناجحين والطامحين. لا تسمح لأحدهم أن يجبرك على التخلي عن حلمك؛ فأنت شخص مختلف، وقدراتك لا حدود لها، وصدقك في تعاطي الأسباب لا يضاهيه شيء. أنت ستنجح؛ ثق في ذلك، وتعامل مع كل ما حولك على أنك قادر على تحقيق هدفك. النجاح منوطٌ بالاجتهاد، والنصر حليف الإعداد، وميدان الإنجازات فيه متسعٌ لك؛ فاسع قبل أن تغرب شمس العمر، ويصبح الندم لا طائل منه. وصولك إلى أهدافك يعتمد عليك وحدك؛ فانهض، وحقق ذاتك بثقة وإرادة وإصرار.
D14DCC9E-4695-4E3F-AF5D-957B3D79F68C
D14DCC9E-4695-4E3F-AF5D-957B3D79F68C
محمد الشبراوي (مصر)
محمد الشبراوي (مصر)