سيناريوهات التشاؤل الفلسطينية

سيناريوهات التشاؤل الفلسطينية

03 أكتوبر 2017
+ الخط -
هناك سيناريوهات متعددة، أولها السيناريو الحالم، وهو الذي يحلم به كل حرّ أبي من أبناء الشعب الفلسطيني، والذي يتمثل بنجاح المصالحة، عبر تجلّي النيات الطيبة لتقود الإرادة الفلسطينية من منطلق وطني، وأن تتحمل حكومة التوافق مسؤولياتها بشكل كامل ونزيه عن قطاع غزة فترة انتقالية، إلى حين الانتخابات العامة، يلتئم خلالها الشمل الفلسطيني، عبر قواه وفصائله في القاهرة، ليتفق الجميع برعاية مصرية على عقد الإطار القيادي للمنظمة، للبحث في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، ثم تحديد موعد لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، ووضع آليات الإشراف عليها، انسجاماً مع كل تفاهمات اتفاقات المصالحة في القاهرة وغيرها.
وسمي السيناريو الحالم لأنّ الأطراف الأخرى التي تلعب دور الشيطان في هذا المسلسل مثل إسرائيل وأميركا والإمارات ومحمد دحلان والسعودية وعبد الفتاح السيسي، لن يروق لهم تطبيق هذا السيناريو لتحقيق المصالحة، ليعيش الشعب الفلسطيني براحة وأمان ووفاق واتفاق.
فإسرائيل، على سبيل المثال، قد لا ترغب بتواصل لا جغرافي ولا سياسي بين غزة والضفة المحتلة، ليسهل عليها ابتلاع ما تبقى من الضفة وإنهاء ما يسمّى بحلم الدولة.
أما الأنظمة العربية الأخرى المذكورة أعلاه وعرابوها قد لا يروق لهم حصول مصالحة تدخل حملة البندقية ورافعي لواء المقاومة، حماس، وأحد فروع جماعة الإخوان المسلمين التي يحاربونها بأظفارهم وأسنانهم إلى مربع الشرعية الفلسطينية والحصول على نصيبٍ من مفردات الحكم والتحكم بالقرار.
ثانيا، هناك السيناريو المتشائل، وهو أن تتلكأ حكومة التوافق في القيام بواجباتها تجاه غزة، وأن يكتفي وزراؤها بالإقامة في الفنادق ذات الخمس نجوم، والاستنكاف عن دخول وزاراتهم، وأن يضع الرئيس محمود عباس شروطا تعجيزية جديدة، لتحمل المسؤولية مثل الشروط التي سمعنا عنها، والمتمثلة بعدم وصول أي مساعدات مالية إلى غزة الا عبر الحكومة، وعدم وجود أو دور لقطر أو أي دولة أو جهة بعينها في غزة، وألا يتم تكرار تجربة حزب الله اللبناني.
ثالثا، هناك سيناريو فصائل المقاومة، وهو سيناريو الورقة الأخيرة الذي تحتفظ به فصائل المقاومة، وقد تخرج لتعلن في حال بدت بوادر السيناريو الثاني أنها لن تقف متفرجة على حصار غزة، لتهدّد بقلب الطاولة في وجه الجميع، وإلقاء كرة اللهب في وجه جميع المحاصرين. ومع كل الآمال الطيبة بنجاح السيناريو الأول وتحقيق المصالحة، إلا أننا لا نستطيع نفي وجود سيناريو آخر، وهو السيناريو المجنون.
أظنكم سمعتم كثيراً مقولات من قبيل "قد تستطيع إسرائيل هزيمة حركة حماس والقضاء عليها في غزة. لكن، ماذا بعد اليوم التالي للقضاء على "حماس" ومن سيحكم غزة؟ هل ستحكمها قوى أكثر تطرفا من "حماس" مثل "داعش"؟ هذا ما كان يطرحه قادة الصهاينة وقادة أجهزتها الأمنية، لتبرير عدم الإجهاز على "حماس" إبان الحروب السابقة. وقد كان هذا السيناريو الآن القاضي بتحقيق مصالحة شكلية وإعلان نيات طيبة بإدخال "حماس" إلى المؤسسات الوطنية، كالمجلس الوطني ومنظمة التحرير عبر الانتخابات، واستدراج "حماس" للقبول بالتنازل طواعية عن حكم غزة لصالح حكومة التوافق لتكون مسؤولة بشكل كلي ومباشر عن صغيرة وكبيرة في قطاع غزة.
وعندما يتم للحكومة هذا الأمر، وتضمن أنّها باتت تتحكم بكلّ المفاصل والزوايا، تقوم إسرائيل التي أنهت عشرات المناورات على ضرب وإعادة احتلال غزة بضربتها المفاجئة، لتقوم بحرب إبادة لجميع فصائل المقاومة في غزة، وتحطيم كل قدراتها والقضاء قضاء مبرما على أي أمل بعودتها، حتى ولو بصوت خافت إلى ساحة غزة.
ليتم الأمر لحركة فتح والرئيس محمود عباس الذي سينقل مقراته الحكومية الثقيلة إلى غزة، ويترك الضفة الغربية ليجهز عليها المخطّط الاستيطاني المتنامي، وتغطية ذلك بإعلان كبير وبراق، وهو قيام دولة فلسطينية في غزة، وأن يقام لها ميناء ومطار مع حرية الحركة على المعابر مع مصر ..إلخ من المميزات الاقتصادية على طريق إتمام ما تسمى صفقة القرن بإنهاء القضية الفلسطينية، وبدء هجوم التطبيع والسلام العربي مع إسرائيل.
9197D8CA-12AD-4FAB-B5E0-F801DF74A0B9
9197D8CA-12AD-4FAB-B5E0-F801DF74A0B9
عماد عفانة (فلسطين)
عماد عفانة (فلسطين)