أصل الحكاية

أصل الحكاية

11 أكتوبر 2017
+ الخط -
من زيف التاريخ إلى الوعد البلفوري في إقامة "وطن" على "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، إلى وقاحة تشرتشل، ومندوبه السامي هربرت صاموئيل، إلى إنهاء الهبات والثورات، إلى "سايكس بيكو" وانسحاب صاحبة الوعد ودولة الانتداب، إلى تنفيذ الوعد بالأرض الموعودة (من لا يملك ومن لا يستحق) بتسليم الحركة الصهيونية دولة فلسطين، إلى الوعود الكاذبة بتطمينات وطمأنة أصحاب الأرض الأصليين والعرب، في حقهم التاريخي، وصولاً إلى تقسيم الدولة، إلى إقامة الدولة وإعلانها واستقلالها إلى الاقتلاع والتهجير القسري والتشريد والحرب والنكبة، إلى شرعنة أممية للمشروع الصهيوني، لتصبح دولة إسرائيل واقعاً وكذلك الاعتراف بوجود الدولة.
إلى إنهاء "الصراع" وسقوط اللاءات وعدم جدوى استمرار "النزاع"، إلى "أوسلو"، إلى سياسة الأبارتهايد والتطهير العرقي وجدار الفصل العنصري، وتكريس الاستيطان.
إلى سيل التنازلات والهرولة في عقد التسويات والتطبيع، وصولاً إلى التشظي والانقسام وسياسة التنسيق الأمني المقدس واستراتيجية المفاوضات الاستجدائية، و"السلطة" البلهاء بعد رحيل عرفات وغياب المنظمة.
مئة عام على الوعد وسبعون عاماً على التقسيم والنكبة والكثير من الهزائم والخيبات والعبثية هي نتيجة الخلل البنيوي في طبيعة الدولة الوطنية والاستبداد والإيغال الاتكالي على السياسة الدولية.
كانت الضحية فلسطين، القضية العادلة والشعب الفلسطيني ضحية لمشروع إحلالي عنصري متوحش، في ظلّ غياب مشروع وطني حقيقي جامع للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات والمنافي.
يحتم الواجب الوطني والأخلاقي علينا مراجعة نقدية تاريخية جديرة بتضحيات شعبنا الفلسطيني وتاريخه، والمطالبة بتقديم قيادات "السلطة" استقالتها للشعب الفلسطيني الذي عجزت عن تحقيق آماله وطموحاته، والنضال ضد الصهيونية ومواجهة إسرائيل، باعتبارها نظاما استعماريا عنصريا تعرّف نفسها "دولة لليهود" على أرض الميعاد، ومطالبة بريطانيا بالاعتراف بالجريمة التي اقترفتها بحق الشعب الفلسطيني.
التصدي لمحاولة إلغاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وتغيير وضع اللاجئ وهويته وصفته، ونؤكد على ضرورة حماية الوكالة اللاجئين الفلسطينيين، ومساعدتهم وإغاثتهم، وعلى تطبيق القانون الدولي والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة.
وفي ظلّ هذا المشهد التاريخي المختصر، لا يبقى أمام الشعب الفلسطيني سوى تعزيز وحدته والتمسك بثوابته الوطنية، والعدالة والحرية بحق تقرير المصير وحق العودة.
avata
avata
وسيم جرادات (فلسطين)
وسيم جرادات (فلسطين)