تركيا عسكرياً في سورية

تركيا عسكرياً في سورية

26 سبتمبر 2016
+ الخط -
تعزّز موقف تركيا بعدما تصالحت مع روسيا، وزال التوتر بين موسكو وأنقرة في أعقاب إسقاط قوات سلاح الجو التركية الطائرة الروسية في نوفمبر/ تشرين الثاني، وباتت قادرة على أن تدخل، مرة أخرى، في معادلة الأزمة السورية، ولو لم يحصل هذا التغيّر، لما كان باستطاعتها سوى أن تواصل في مراقبة ما يجري في جارتها سورية وهي مكبّلة.
لكن، بما أنها عضو في التحالف، فهنا تمنح أهمية للحفاظ على التنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، فإنّ واشنطن لم تهتم لضعف أنقرة، لكن بعكس ذلك كانت واشنطن قابلةً بهذا الوضع، مع أنّ واشنطن كانت تفضّل إقامة ممرّ كردي من خلال دعمها للأكراد، في ظل مطلب أنقرة بإقامة منطقة آمنة على حدودها مع سورية.
ومن هنا، ترى واشنطن أنّ التغيّر السياسي في أنقرة كان فعالاً من خلال حل تركيا أزمتها مع سورية، والتدخل بقواتها على الحدود السورية التركية، لتخوّفها من قيام ممرّ كردي في المنطقة، بعدما ترمّمت علاقات موسكو وأنقرة .
باتت تركيا تلعب دوراً في سورية من خلال تحمّلها العبء الأكبر من اللاجئين السوريين، كما أنّها ترسل المساعدات الإنسانية إلى الأراضي السورية، على الرغم مما يقوم به حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم وداعش من هجمات، لكنها ترى أنّ حلفاء تركيا، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية، بيّنوا عدم مبالاة في تدخلها في سورية، واعتقدت تركيا بأنّ عمليتها صائبة من خلال عمليتها في الأراضي السورية.
ومن هنا، ترى واشنطن أنّها لن تكون قادرة على اتخاذ الترتيبات على حدود تركيا وقتما أرادت، من دون أن تتوّقع رد فعل من أنقرة. ويرى مراقبون أنّ دور تركيا الجديد بات مسألة واقعية، في حين ترى أنقرة أنّها لن ترضى بأيّة صيغة يمكن أن تؤثر على مصالحها، ولم يعد في وسع واشنطن أن تقول إنّ أنقرة تقدم الدعم لتنظيم داعش، فتركيا في تدخلها في سورية بعمليتها العسكرية تريد حماية حدودها، كما أنّها تريد أن تمنع قيام كيان كردي.
FE5D330C-E1C8-4F26-B044-8CE0D3AA29EF
FE5D330C-E1C8-4F26-B044-8CE0D3AA29EF
عطا الله شاهين (فلسطين)
عطا الله شاهين (فلسطين)