الحسكة.. بين النظام والوحدات الكردية

الحسكة.. بين النظام والوحدات الكردية

24 اغسطس 2016
+ الخط -
ما يجري في مدينة الحسكة شمال شرق سورية من تطورات عسكرية بين قوات النظام السوري ومليشياته من طرف ومليشيات وحدات حماية الشعب الكردية من طرف آخر، يبيّن أن هناك صراعاً على النفوذ بدأ، فبعد تفاهمات استمرّت خمس سنوات سابقة، بإدارة المنطقة عبر تقاسم ما بين النظام الذي يوجد في المربع الأمني، في حين تترك الحسكة وريفها للوحدات الكردية، لتظهر، أخيراً، بوادر حب السيطرة والتحكم بعد سيطرة الأخيرة على مدينة منبج، وتقدّمها نحو مدنية الباب.
اشتعل فتيل النار بين الحلفاء بعد سيل من تبادل الاعتداءات والاعتقالات بين الطرفين، إضافة إلى ورود أنباء للأسد عن نية وحدات حماية الشعب بحلّ مليشيات الدفاع الوطني التابعة له، فما كان لنظام الأسد إلا اللجوء لسلاح الجو، إذ شنّ غارات جوية للمرة الأولى على مدينة الحسكة، واستهدف مواقع لقوات الأسايش الكردية، الأمر الذي فسّره مراقبون أنّ النظام أراد من هذا القصف إيصال رسائل داخلية وخارجية، فداخلياً إلى إدارة صالح مسلم، مفادُها أنّ النظام مازال قوياً، ولن يسمح لهم بالخروج عن بيت الطاعة وكسر الحدود والاتفاقيات المرسومة، وأبرز دليل على هذه الرسالة زيارة علي مملوك إلى مدينة الحسكة، وتهديد المليشيات الكردية بتدمير مدينة الحسكة فوق رؤوسهم، وتبديل حلفاء الأمس بمليشيات إيرانية، وتزامنت زيارة علي مملوك بطيران مسؤول روسي رفيع المستوى من قاعدة حميميم إلى مطار القامشلي.
النظام أدرك خطر التمدد الكردي، فحليف اليوم قد ينقلب غداً، فهو حاول أن يرسل رسائل للفصائل الثورية، محاولاً استمالهتم لزجهم في الصراع، ليحوّل الحرب هناك إلى معركة بين الكرد والعرب.
كما أدرك بشار الأسد حجم التقارب التركي الروسي، والإيراني التركي، والذي ظهرت بوادره بالمدى المتوسط عبر التفاهم على تحجيم الورقة الكردية على طول الشريط الحدودي بين تركيا وسورية، إرضاءً لتركيا مقابل تقديم ضمانات لروسيا وتحقيق تقدّم في مجالات الاقتصاد والطاقة والغاز.
إقامة الكيان الكردي إن تحقق، فهو قرار خارجي وليس داخلياً، والخلاف تفجر بينهم، بسبب اقتراب تحقيق هذا الكيان.
FB7E1B28-E9EF-474D-808F-467FC19B57EE
FB7E1B28-E9EF-474D-808F-467FC19B57EE
يمان دابقي (سورية)
يمان دابقي (سورية)