دواعش هنا وهناك

دواعش هنا وهناك

20 يونيو 2016
+ الخط -
بعيد انطلاق الثورة السورية، وتحولها من ثورة سلمية إلى ثورة مسلحة بفعل إجرام النظام السوري، ظهرت عدة تشكيلات على امتداد زمني، منها ما اتخذ طابعا ثورياً مؤمنا بالثورة وأهدافها، ومنها ما اتخذ طابعا إسلامياً أو قومياً.
في تلك الفترة، ظهر تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ذي الخلفية الأصولية الإسلامية، والتنظيمات الكردية مثل PYD ووحدات حماية الشعب والمرأة YPG ذات الخلفية القومية الكردية، ويشترك التنظيمان في عدة قواسم، سواء من ناحية سياساتهم وأهدافهم أو من ناحية تعاملهم مع الناس.
العداء للثورة والجيش الحر ومحاربتهما يجمعان هذه التنظيمات، حيث يصف داعش الجيش الحر بالصحوات والمرتدين والعملاء، والتنظيمات الكردية تصفه أيضا بالعمالة والدعشنة. يبيع تنظيم الدولة الإسلامية النفط والغاز للنظام، والمعارك التي تحدث بينهم كأنها أشبه بعمليات تسليم واستلام، أما التنظيمات الكردية فعلاقتها مع النظام إشكالية، إذ توجد مقرّات ومواقع عسكرية وممثلون للنظام في مناطق سيطرتها، وبينهم علاقة جيدة.
يشترك التنظيمان في سعيهم إلى إنشاء دولهم المزعومة، فتنظيم داعش يسعى إلى "إنشاء دولة الخلافة الاسلامية، وتطبيق شرع الله في الأرض ومحاربة الكفر والكفار"، والتنظيمات الكردية تسعى إلى إقامة دولة غرب كردستان مبدئياً، للوصول لاحقاً إلى دولة كردستان الكبرى بعد الاتحاد مع كردستان العراق.
فرض التنظيمان سياسة التجنيد الإجباري في مناطق سيطرتهم، بهدف زجّ السكان المحليين وإشراكهم في معاركهم لتحقيق أهدافهم المزعومة، وجعل السكان وقودا لمشاريعهم، ما سبّب فرار آلاف الشبان إلى خارج مناطق سيطرتهم، وإلى دول الجوار واقتصار السكن في مناطق سيطرتهم على كبار السن والأطفال والنساء.
كما يشترك التنظيمان في عدم وجود حاضنة شعبية لهم، وعدم تقبل الناس لهم، الأمر الذي سبب لجوء سكانٍ كثيرين إلى دول الجوار وأوروبا، بسبب سياساتهم وتحكمهم في أسلوب الناس وحياتهم.
التنظيمان معروفان بعدم تقبلهم الرأي المخالف رأيهم، فرأيهم هو الصواب حتى لو كان خاطئا، ومصير كل مخالف لهم ولرأيهم التصفية والتهجير، ومنعهم للصحف والمجلات ومحطات الإذاعة وغيرها دليل، على ذلك.
يضم التنظيمان عناصر أجنبية في صفوفهم، بالإضافة إلى العناصر السورية، فتنظيم الدولة الإسلامية يضم جنسيات متعدّدة، أما بالنسبة للتنظيمات الكردية فالعناصر الأجنبية أقل من تنظيم الدولة الإسلامية.
ويشترك التنظيمان في التهجير الممنهج، والقتل الجماعي بحق مخالفيهم، والقيام بأعمال تغيير ديموغرافي في بعض المناطق، مثل كوباني من داعش وتل أبيض وريف الحسكة الغربي من التنظيمات الكردية.
هنالك خلاف واحد بين التنظيمين، هو الموقف الدولي منهما، فتنظيم الدولة الإسلامية محاربٌ دوليا، وغير مرغوب فيه، وتم تشكيل تحالف عسكري دولي لمحاربته والقضاء عليه بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، على عكس التنظيمات الكردية المرغوبة دوليا، والمدعومة من التحالف الدولي، سواء عبر الطائرات أو عن طريق الخبراء والمستشارين الموجودين على اﻷرض، أو عن طريق القواعد العسكرية الغربية، مثل قاعدة رميلان العسكرية الأميركية، وقاعدة كوباني العسكرية الفرنسية
28AC53C3-A990-4784-871A-04072AC363B2
28AC53C3-A990-4784-871A-04072AC363B2
هاني أحمد (سورية)
هاني أحمد (سورية)