سؤال للأسرى المحرّرين

سؤال للأسرى المحرّرين

22 ابريل 2016
+ الخط -
إلى كل أسير فلسطيني في قبضة السجان المحتل الإسرائيلي، لك مني، ومن كل فلسطيني حر ألف تحية.
ضحيتم بأحلى ما تملكون بالحياة كي تمنحونا حياة أفضل، منكم من حكم بالسجن مدى الحياة، وآخر عقوبته تستمر مؤبداً واثنين وثلاثاً، وكأن في العمر المئة والمائتي عام لنعيشه.
قضى الأسير كريم يونس في سجون الاحتلال نحو 31 عاما، ومثله كثيرون من القيادات، فهناك من أُسر بسبب مواجهته ظلم المحتل، مثل القائد الفتحاوي مروان البرغوثي، ومن الجبهة الشعبية القائد أحمد سعدات، لهم من الأسر ما يزيد عن عشر سنوات، فهؤلاء أيضا ضحوا من أجل أن يبقى الوطن حرا، فالسجن والسجان لا يفرق بين مواطن وقائد، فالكل سواسية.
في السنوات الأخيرة، خاض بعض الأسرى، كل على حده، أو في جماعات معاركهم الخاصة، حيث كانت لهم مطالب وحقوق منعها عنهم المحتل، فناشدوا جهات كثيرة معنية، وأصحاب القرار في فلسطين، ولكن، لا يحدث دائما ما نأمله وكما نريد أن يكون.
قام بعض الأسرى بالإضراب المفتوح عن الطعام، للضغط على حكومة الاحتلال للاستجابة لتلك المطالب البسيطة، ومنها السماح بساعات للسير في باحات السجن، والسماح لذوي الأسرى بزياراتهم، وما كان لهذا المحتل إلا أن يقبل المساومة مع الأسرى، بأشياء مقابل أشياء، أو أن يحبسهم إنفراديا ويضغط عليهم لفك الإضراب، وكان يتطلب أحياناً من المحتل أن يطعمهم رغما عنهم من خلال المحاليل والأدوية.
خاض الأسرى الإداريون الذين لم تصدر في حقهم تهم أو أية عقوبة من المحكمة، معركتهم مع الأمعاء الخاوية، والتي كادت أن تودي بحياتهم، لكنهم صمدوا إلى أن تم الإفراج عنهم، أمثال خضر عدنان الذي خاض إضرابا عن الطعام 56 يوما في عام 2015، ضغطا على حكومة الاحتلال الإسرائيلية للإفراج عنه والتعهد بعدم اعتقاله إداريا، ومنهم من تقبلت حكومة الاحتلال معركتهم، وقضت المحكمة بعقوبة فترة قصيرة أو طويلة، في حال ثبت على هؤلاء الأسرى الإداريين أي ذنب من وجهة نظر محكمة الاحتلال. وهناك الأسير محمد علان الذي أعلن إضرابا مفتوحا عن الطعام استمر 56 يوما بعد قرار بتمديد اعتقاله الإداري ستة شهور، وبعدها فقد الوعي، وتمت معالجته إلى أن استسلم الاحتلال، وأصدر قرارا بالإفراج عنه، وكانت أطول فترة إضراب عن الطعام قام بها الأسير محمد القيق 94 يوما، وبسبب تدهور حالته الصحية، تم نقله إلى المشفى للعلاج، وتم الاتفاق معه على تعليق الإضراب تمهيدا للإفراج عنه.
نحن أيضا تحت قبضة الظلم والاستبداد والعنجهية السياسية والدكتاتورية الشمطاء التي تبيع قضيتنا رويدا رويدا، وتأخذ من حقوقنا، وتعطي محاسيبهم بكل بجاحة وعين وقحة، وعذرا على كلماتي المتبذلة هذه، فلا أجد معنى آخر يعبر عما يحدث في أرض وطن محتل من عدو وابن وطن .
ولكن، هل لي بسؤال لكم، أيها الأبطال، ممن أفرج عنهم: ماذا حدث معكم عقب الإفراج؟ وكيف تقبلتم هذا الواقع الذي نعيشه في ظل حكومات سوداء؟ ولو خيرت بين البقاء في سجن المحتل والعيش حرا.. ماذا تختار؟
21DE88C9-1996-4132-A3BB-48A5755CF8E2
21DE88C9-1996-4132-A3BB-48A5755CF8E2
نجوى اقطيفان (فلسطين)
نجوى اقطيفان (فلسطين)